شبكة سورية الحدث


علمني باسم ورباب... بقلم محمد الحلبي

في الماضي تعلمنا من باسم ورباب معنى حب الوطن..تعلمنا من ماما ماما يا أنغاما كيف نحترم ونبجل الأم، وكيف نستمد من بسمتها القوة والعزم لمجابهة الحياة..تعلمنا من بابا بابا يومك طابا التفاني بخدمة وحب الوطن.. فحب الوطن من الإيمان..تعلمنا من عمي منصور النجار حب العمل والإخلاص والتفاني فيه..تعلمنا من باسم ورباب كيف نختار الصحبة الحسنة، أمثال ميسون ومازن..تعلمنا الاعتذار عندما نخطئ، تعلمنا كيف نساعد الكبار ونعطف على الصغار..رحلنا إلى مدينة البتراء، وتدمر عروس الصحراء، تعلمنا الأبجدية من مهدها أوغاريت..أما اليوم، فماذا سيتعلم صغارنا من ( طش طش .. إش إش)؟ ماذا سيتعلمون من قدك المياس؟ ومن مفرق جاسم للصنمين؟ حتى وإن كانت في كتاب الموسيقا للمراحل الأساسية، ونقول هنا.. إن تعلموا هذه الأغنيات في الطفولة، فليس غريباً أن تصبح هيفاء وهبي ونانسي عجرم رموزاً وأساتذة لطلابنا في المراحل الثانوية...حقيقةً لم تشهد المناهج الدراسية انتقاداً يذكر طيلة العقود الماضية، فما هو السبب الذي جعلها عرضة لموجة الانتقادات الكبيرة؟ بدءاً من أغلفة الكتب ووصولاً إلى محتواها الذي وصفه الكثير من المختصين بأنه محتوىً فارغ، ولا يهدف لغرس القيم والأخلاق وخاصة في المراحل الأساسية، ولا يمت إلى خصوصية المرحلة لا من قريب ولا من بعيد كما روج له واضعوها، بدليل الخطأ الفادح لخريطة الجمهورية العربية السورية في كتاب الجغرافيا والتي حاولت الوزارة استدراكه بقرار من وزير التربية...وهنا يتساءل البعض.. هل فشلت الحرب الكونية على سورية سياسياً وعسكرياً ونجحت بتغلغلها مثل السرطان الخبيث في الجانب العلمي لترمم ما عجزت عنه الحرب العسكرية؟ هل يقل هذا الجانب خطورة في نظر البعض عن المكائد التي كانت تحاك لهذا البلد منذ قرابة السبع سنوات؟..وهل التعديلات التي يسارع إليها السيد وزير التربية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أخطاء فادحة في مضمون بعض الكتب سينجي من وضع هذه المناهج ومن راقبها ووضعَ توقيعه الكريم عليها من المساءَلة؟..ولو تم ضبط هذه الأخطاء قبل طباعة الكتب أما كان وفر على خزينة الدولة ملايين الليرات؟..أهذه هي الخصوصية التي تتميز بها المناهج الجديدة والتي تراعي المرحلة الراهنة للبلاد، والتي طبل وزمِّر لها بالإعلام طيلة الشهور الماضية قبل أن ترى النور؟ هل كانت الكوادر على قدر المسؤولية فعلاً؟..نحن مع أي مؤسسة تريد أن تطرح مشروعها، وهذا حق لها ما دامت مصلحة البلاد فوق أي اعتبار، لكن على أن تطرح هذه المشاريع بعد دراسة مستفيضة يكون فيها المتلقي هو الأساس، فكيف بنا نرى أن هذا المتلقي وذويه وحتى من سيقوم على إفراغ محتوى هذا المنهاج في عقول طلبته وتلامذته غير راضٍ أو متقبل له! كيف له أن يسكبه في عقولهم إن كان هو أساساً غير مقتنع به..أساتذتنا الكرام.. يا من حملتم أمانة وضع هذه المناهج لأبنائنا.. القضية ليست قضية شخصية، بل هي قضية جيل ووطن، لا قضية أنا اخترت لكم هذا المنهاج وعليكم تعلمه شئتم أم أبيتم.. فالوطن في هذه المرحلة ليس بحاجة إلى تجارب، بل بحاجة إلى وعي وإدراك ودراسة لأي خطوة كانت قبل الشروع بها.. وإذا كنا في البيت السوري الواحد ملأنا مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والنقد اللاذع لهذه المناهج، فكيف به حال من ينظر إلينا من الخارج؟!.. نحن لا نشير بأصابع الاتهام لشخصٍ بعينه، لكننا نقول لننقذ ما يمكن إنقاذه، ولتبقى مناهجنا كما عهدناها من أقوى وأفضل المناهج.. إن لم تكن العالمية لنقل العربية.. والله من وراء القصد...
التاريخ - 2017-09-18 5:32 PM المشاهدات 872

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم