شبكة سورية الحدث


نجمة داود... الصليب المعقوف - نبيه البرجي

هندسياً، ليس صعبا تحويل نجمة داود الى صليب معقوف. سيّان إن فعل ذلك حرفي صغير او سياسي كبير. هذا الذي يجري حاليا. لا يحتاج بنيامين نتنياهو سوى الى شاربي ادولف هتلر... تلك الحملة من مفكرين ومؤرخين ومعلقين يهود واسرائيليين على زعيم اليمين واتهامه بالنازية، حتى ان نائب رئيس هيئة الاركان الجنرال يائير غولان ابدى قلقه لان اسرائيل تتجه ببطء، ولكن بخطوات ثابتة، نحو المكان الذي كانت فيه المانيا ابان الثلاثينات من القرن الماضي... جدعون ليفي يسأل عن الحائط الذي وراء حائط المبكى. الجنرالات ليسوا ثيرانا ليحطموا رؤوسهم هناك، ومشكلة بنيامين نتنياهو انه يريد ان يدخل التاريخ على متن قاذفة او على متن دبابة. اي دخول اخر سيكون باهتا وعبثيا...هذا يبدو مستحيلا. غزة تحولت الى عبء اخلاقي بالنسبة الى كل يهود العالم، حتى ان ناعوم تشومسكي يتحدث عن «الهولوكوست الذي تصنعونه هناك». نحو مليون ونصف مليون بشري عالقين بين نصف الحياة ونصف الموت... في لبنان باتت الحرب مستحيلة. كل تقارير الاستخبارات العسكرية تؤكد ان «حزب الله» اذ خطط لشل سلاح الجو الى حدوده الدنيا، لن يقبل أن تجري المعارك على الارض اللبنانية. هدفه الانتقال الصاعق الى الجليل حيث تبدو الملاجىء وكأنها بنيت لتستخدم كخنادق من قبل مقاتلي الحزب الذين باتوا يتمتعون بكفاءة ميدانية استثنائية...وفي التعليقات، اذا قرر نتنياهو المضي بدباباته نحو دمشق، وهو الامر الذي ترفضه القيادة الروسية كليا، مع من تتعامل اذا ما تمكنت من الوصول الى هناك، ثم من يضمن الا يصبح اهل المدينة يدا واحدة لمقاومة الغزو؟مجرد لعب تكتيكي على المسرح السوري لان الغرق في تلك الحالات البابلية او الافغانية يعني، حتما، النهاية. لا تحتاج الميركافا الى اكثر من الحجارة...انه يكره باراك اوباما. الرئيس الاميركي منعه من القيام بتلك المغامرة الكارثية، اي محاولة ضرب المنشآت النووية في ايران. فريد زكريا، المعلق الاميركي من اصل هندي، كشف ان اوباما قال له «لا تبعث بقاذفاتك الى جهنم». صحيح ان الايرانيين لم تكن لديهم بطاريات «إس-300»، او نسخة عنها كما عرضوا اخيرا، لكن زكريا قال انه كانت لدى البنتاغون او لدى وكالات الاستخبارات الاميركية معلومات حول كميات النيران التي كانت ستواجه بها الطائرات الاسرائيلية...حتى ان ايهود باراك لم يكن متحمسا لتلك المجازفة بسبب المسافة وبسبب «الجنون الايراني». ما دام بنيامين نتنياهو لا يستطيع ان يدخل التاريخ، او ما تحت التاريخ، فهل يمكنه ان يقضي سنواته الاخيرة وقد لف نفسه ببطانية الصوف كما فعل مناحيم بيغن، او ان يذهب في الغيبوبة كما حدث مع ارييل شارون، او ان يظهر وراء القضبان كما هي حال ايهود اولمرت؟حتى ان شلومو صاند يصف الديبلوماسية الاسرائيلية بـ«ديبلوماسية اليد المقطوعة». رجل يزدري العرب ويكرههم. اثناء الازمة السورية مدت اكثر من دولة عربية يدها الى تل ابيب، مع عرض بالتنسيق الاستراتيجي، وحكي ان دولة عربية طرحت شراء قنبلة نووية اسرائيلية لاستخدامها ضد ايران ان اقتضت الحاجة... كل ما اقترحته الدول العربية اياها ان يقبل نتنياهو التفاوض مع محمود عباس من اجل اقامة دولة ولو كانت من الخزف. لا، لا، خطة نتنياهو «استعادة» الضفة الغربية بالكامل على انها «يهودا والسامرة» (والمصطلحان رومانيان وليسا عبرانيين)، وطرد سكان قطاع غزة الى شبه جزيرة سيناء.رئيس الحكومة الاسرائيلية لا يستطيع ان يبتسم في وجه اي عربي حتى ولو كان من طراز ابو مازن. قيل له «عليك بالضحكة الاصطناعية». رجل صادق مع نفسه. لا تفاهم مع العرب الا بجنازير الدبابات. قال ان الدبابات وحدها تضحك او تضاحك العرب...من اليمين الى اقصى اليمين. حتى ان المفكر اليميني الاسرائيلي اينمار كرمز يرى «اننا على خطى الرايخ الثالث ماضون الى الانتحار»، مع ان تفتت سوريا، والصراع السعودي ـ الايراني بوابتان ذهبيتان لاختراق العرب من خلال القبول بتسوية على اساس المبادرة الديبلوماسية العربية التي صاغها توماس فريدمان بعد ازالة كلمة «العودة» منها والتي اضيفت في قمة بيروت عام 2002.نتنياهو يلاعب العرب وراء الستار. يدرك تماما ما هي نقاط ضعفهم على ان يأتوا اليه في وضح النهار. انه ادولف هتلر، ونجمة داود تحولت هندسيا، وايديولوجيا، الى... صليب معقوف.
التاريخ - 2016-09-02 7:13 AM المشاهدات 1001

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم