العلاج بالفن التشكيلي ..

  الفنانة التشكيلية نزيها السلوم - لبنان عبّر الانسان منذ القديم عن مكنونات روحه من خلال الفن منذ أن كان يرسم في المغاور تعبيراً عن حاجة نفسية للقدرة على صيد طرائده من خلال الرسم تعبيراً عن ممارسة السحر للمساعدة على رمي الطريدة ..ومع الزمن أثبتت التجارب أهمية الفن التشكيلي واعتباره ليس فقط لخدمة رسائل دنيوية ودينية بل للعلاج النفسي فهو لم يدخل المناهج الرسمية عبثاً أو لأنه يعتبر نشاطا تربوياً وتعليمياً كونه ينمي المهارات يكشف القدرات المكنونة ,والتعبير عن العالم من حوله فقط .بل لأنه ايضاً يعتبرنوعاً من العلاج النفسي الذي من خلاله يعبر الطفل عما بداخله من انفعالات ..نفسية أو جسدية لها تأثير سلبي . فالطفل كثير الغضب نقدم له ورقة كبيرة ونطلب منه ان يشخبط عليها أولا بهدوء ثم بتدرّج إلى التعبير العنيف على اللوحة بغير هدف فني أو انتقادي ويُشدد على دور الام المتمثل في ان تبسط فكرة الرسم عند الطفل وكيف يتعامل بشكل تلقائي مع الورقة والقلم وكيف يستخدم الألوان التي يجدها مناسبة لمشاعره فهو من خلال الالوان يأخذ فرصة التنفيس عن مشاعره في وعاء آمن قد يعفيه من الحرج ، أو يقيه من الوقوع في خلافات أو مشاكل مع المحيطين فلا يحتاج للقيام بسلوك سلبي كضرب أخيه أو تكسير شيء .. لينفس عن مشاعره السلبية قد ينصح الدارسون الامهات بتوفير الالوان والاوراق وعجائن الصلصال الملوّن بشكل دائم داخل البيت ليعيبر الاطفال عن انفعالاتهم اليومية ، ويصبح هذا الامر جزءاً من نشاطهم اليومي .. فالأطفال يحبون اللعب بالصلصال وتنفيذ الأشكال التي تمثّل نماذج حية من حياتهم اليومية ..فالطفل الذي يغار من أخيه أو اخته نعطيه ورقة أن يرسم اشياءه وأشياء أخيه ثم نقنعه أن اشياءه أكثر من اشياء اخيه ونشعره انه المميز بالاضافة الى العطف والحنان والانتباه والتركيز ..فالفن في الآونة الاخيرة ..اعتبر علاجاً له علاقة بالطب البديل للكثير من الامراض النفسية والعصبية التي تعترض الانسان عبر حياته ..وكان له حصة في أقسام خاصة بالعديد من المستشفيات حول العالم لأنه أثبت فاعليته للكثير من الفئات ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة ..وقد تفسر الالوان بتعبيرها عن الذات وإعادة التوازن للجهاز العصبي حيث يقوم اللون الازرق مثلا باستقرار التفكير والراحة والهدوء .. أما الأخضر فيعطي الاحساس بالسلام والطمأنينة والخير .. والأحمر يعطي إحساساً بالنشاط والحيوية والقوة ..والبني يعبر عن شخصية متماسكة ...والألوان الحارة كالأصفر والبرتقالي فتعطي إحساساً بالبهجة ..والاسود يعبر عن الحزن والكآبة ويؤثر سلباً على الحالة النفسية .. لهذا من المهم استخدام الالوان بمختلف مجالاتها للتعبير ولتغيير نفسية الطفل المريض نحو الأفضل أو تحسين أدائه حيث ان للون قدرة على ضخ الدم وازدياد القدرة المناعية من خلال تفريغ الطاقة السلبية عبر ممارسة الطفل له فهو نشاط آمن وفعّال وضروري يحتاجه الطفل السليم , والطفل ذوي الاحتياجات الخاصة على السواء ......من عدة مراجع ومن الخبرة في التعليم والتريية .....