يستغرب المراقب العادي سقوط مناطق سورية بيد التنظيمات الارهابية في الوقت الذي يتوقع الجميع انتصارات عسكرية لصالح الجيش. لكن اصحاب الاختصاص والمطلعين لهم رأي آخر.
فلا يستغرب مطلعون على الاوضاع العسكرية ما يحصل في بعض المناطق السورية من اختراقات سهلة تحققها التنظيمات التكفيرية في مواجهة الجيش وحلفاءه.
ففي الوقت الذي اندفعت فيه القوى الحليفة للاستفادة من زخم الغطاء الجوي الروسي المتصاعد وشنت هجمات ناجحة في ارياف حمص وحلب وحماه، حقق الارهابيون اختراقا في بلدة مهين وتقدموا باتجاه صدد التي تسيطر بالنار على الطريق الرابط بين دمشق والمنطقة الوسطى.
كذلك في خناصر التي تقدمت اليها داعش فجأة وقطعت طريق الامداد الوحيد الى حلب قبل ان تستعيدها القوات المسلحة السورية يوم امس. اما آخر المعارك فهي التي لا تزال نتائجها غير محسومة لكنها تميل لصالح التكفيريين في مدينة مورك الهامة بموقعها في محافظة حماة.
من المؤكد ان حربا بمستوى الحرب السورية شهدت وستشهد عمليات كر وفر بين قوات غير متكافئة عدديا. اذ يتميز الارهابيون بكثافة مقاتليهم وبسرعة تعويض خسائرهم البشرية بفضل الدعم الدولي وطرق الامداد البشري من اربع رياح الارض. فضلا عن وجود زخم تركي رسمي يعوض اي نقص من قواه البشرية الذاتية سواء من القوات الخاصة التركية او من القوقازيين والصينيين الموالين عرقيا لتركيا.
الواقع العملي للقوى المتقاتلة يعطي مقاتلي التكفيريين حرية حركة اكبر اذ انهم لا يتلزمون بحماية المناطق المدنية ولا يقيمون وزنا لحماية المنشآت لانهم وحدهم من يخربها.
في المقابل تستهلك حماية الطرق الدولية والمنشآت الخدمية تأمين المدن والارياف القريبة من خطوط التماس والمطارات المدنية والعسكرية والمرافيء الخ ...تستهلك اكثر من ثلث القوى المقاتلة فعليا في صفوف الجيش.
ولا يمكن للقوات السورية الا ان تنفذ انتشارا دفاعيا لحماية المناطق السكنية القريبة من خطوط التماس التي تبلغ المئات من نقاط الاشتباك على امتداد الخارطة السورية. وعلى الجيش وحلفائه حماية المقرات الحكومية والطرق والمنشآت ما يتطلب نشر قوات تهتم بهذا الجانب.
هذه الوقائع الموضوعية تتيح للتكفيريين تحقيق اختراقات في حالات كثيرة. لكن هناك معطيات اشد خطورة تتعلق بامتلاك تنظيم داعش على سبيل المثال لمعلومات " لحظية" تصله اثناء المعارك تتضمن صور جوية تلتقطها اقمار تجسس غربية وذلك عبر علاقة مباشرة وتنسيق على اعلى مستوى بين داعش وحلفاء للولايات المتحدة من بينهم السعودية وقطر.
تنسيق لا يمكن ان يكون خارج اطار الموافقة الاميركية وان كان شرطه تحقيق مكاسب لداعش على حساب الجيش السوري وحلفاءه بريا.
ايضا هناك العامل الديمغرافي. بلدة مهين على سبيل المثال هي في الاساس كانت في اطار هدنة بين المسلحين المنتمين اليها وبين الجيش وبالتالي لم يدخلها داعش من الخارج بل سيطر عليها من الداخل عبر نقض المسلحين للهدنة واعلانهم الولاء لداعش ومحاولتهم التقدم باتجاه صدد.
عملية مورك ايضا جرت بناء على معلومات دقيقة حصلت عليها القوى الارهابية من رعاتها والغريب ان دولا تملك اقمارا صناعية تزعم انها تقاتل داعش في حين انها تزودها ومثيلاتها من تنظيمات القاعدة بالمعطيات الاستخبارية. فكيف يمكن ان يحصل ذلك بغير علم الاميركيين ؟؟ خضر عواركة
التاريخ - 2015-11-07 2:14 AM المشاهدات 1211
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا