سورية الحدث
قبل سقوط النظام الأسدي.. وكلما مررت من جانب الماروتا ستي كنت أسأل نفسي.. لمن كل هذا البناء؟ ومن سيسكن فيه؟ وهل هناك تجار وأموال في سوريا تكفي لشراء كل هذه الشقق.. ميزانية سورية كلها لا تكفي لشراء بضعة أبنية إذا ما علمنا الأسعار الفلكية وعدد الأصفار قبل الرقم المنشود سعراً للشقة الواحدة في هذا المشروع..
لن استفيض بالحديث كيف استولى نظام الأسد البائد على أراضي هذه العقارات، فالكل يعلم أنه عقب اندلاع ثورة الحرية عام ٢٠١١ قام أهالي منطقة ما كانت تسمى سابقاً خلف الرازي بمظاهرات مناهضة للأسد المجرم، فما كان من هذا الأخير سوى أن عاقب أهالي المنطقة بإصدار المرسوم رقم ٦٦ القاضي بهدم المنطقة وتشريد أهلها وإطلاق مشروع ماروتا ستي..
وبالعودة عن سؤالي من سيشتري كل هذه الشقق بدأت الصورة تتضح يوماً بعد يوم.. وتذكرت منشوراً قديماً لي فيه من الكوميديا السوداء الكثير من الحقيقة والواقع، قلت فيه: هذه القرارات التي تصدرها الحكومة لا تتناسب مع الشعب، الأفضل للحكومة أن تستبدل الشعب بشعب يتناسب مع قراراتها..
هذا البوست أصبح حقيقة.. وفعلاً كان الأسد الساقط يعمل على استبدال الشعب من خلال التضييق على الشعب لإجبارهم على الهجرة، وتخويفهم من شبح الخدمة الإلزامية ووضعهم أمام خيارين، إما الهجرة ودفع البدل، أو زجهم في الخطوط الأمامية للاقتتال للتخلص منهم، وبالحالتين يكون قد حقق الغاية المرجوة، أما كبار السن فلا حول لهم ولا قوة، بالمقابل راح يعمل على المرحلة الثانية للإبقاء على امبراطوريته، وهي استقدام شعب جديد ليحمكه.. الإيرانيون والروس وحزب اللات.. بالتوازي مع العمل على إصدار قرارات تطمس هوية الشعب السوري، فيصعب التفريق بين القادمين الجدد وبين أبناء البلد بعد أعوام قليلة، فكان يحضر لإصدار قانون أمانة سوريةالواحدة، فتلغى الخانات من النفوس، ويصبح المواطن مجرد رقم، لا أصل ولا حارة ولا ضيعة ولا قرية له.. كذلك بدء بمشروع إلغاء اسم المحافظة من لوحات السيارات، أيضاً خدمة لهذا المشروع، لكن شاء الله أن يسقط هذا الطاغية، وهرب الوافدون الجدد من الإيرانيين والروس وحزب اللات قبل أن يستكمل مشروعه ولله الحمد..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا