خاص - بقلم رولا نويساتي
بعد أن اعتدى عليهاماء النار كتب نهايته على يد شقيقته
الأسرة المتفككة التي كانت تعيش ضمنها (فدوى) والانحلال الأخلاقي الذيتمتع به شقيقها (عاصم) دون حسيب ولا رقيب بعد وفاة والده, واستلام (عاصم) الابنالوحيد للعائلة مسؤولية المنزل بأكمله بحيث يكون الآمر الناهي فيه, كل تلك الأشياءكانت كمسببات رئيسية للقضاء على مستقبل (فدوى) التي كانت تعاني الظلم والقهر علىيد أقرب الناس إليها, والذي من المفروض أن يكون السند الحقيقي لشقيقته التي قدتلجأ إليه وقت الشدائد.
سهرات بغرض التعاطي
بدأت السهرات في منزل (عاصم) مع شلة من رفاق السوء الذين سرعان ما جروهخلفهم لاحتساء الخمر والمسكرات, إلا أن هذا لم يدم طويلاً بل سرعان ما تطور الأمرإلى تعاطي المخدرات التي قلبت حياة أسرة (عاصم) رأساً على عقب... فكثيراً ما كانتتشاهد (فدوى) آثار تلك الممارسات منزجاجات الخمر وصولاً إلى إبر الهيروئين داخل غرفة شقيقها عندما تبدأ بالتنظيف بعدخروج أصدقائه, وإذا ما حاولت السؤال عن تلك الأشياء فيكون مصيرها التوبيخ والضرب,أما والدة (فدوى) فلا حول لها ولا قوة... جاء اليوم الذي غير حياة (فدوى) وقلبهارأساً على عقب بعد أن دخل (عاصم) إلى غرفتها ليلاً تحت تأثير المخدر بينما كانتتغط في نوم عميق, وانقض عليها كالوحش بعد أن خلع ملابسه وأخذ بمداعبة جسدهاوممارسة الجنس معها خلافاً للطبيعة, ضارباً عرض الحائط بكل القيم الدينيةوالأخلاقية... الصدمة التي تعرضت لها (فدوى) شلت حركتها, مما مكن (عاصم) النيلمنها دون مقاومة, وخاصة وأن (فدوى) كانت شديدة الخوف من شقيقها كونه يمارس عليهاجميع أنواع التعذيب من ضرب وإهانة.
من تحت الدلف
لم تستطع (فدوى) البوح بما حدث معها لأي إنسان خوفاً من بطش شقيقها,الشيء الذي حرض (عاصم) على التمادي وتكرار فعلته الدنيئة عدة مرات, قبل أن تأتيها(طاقة الفرج) كما اعتقدت , والتي تمثلت بقدوم عريس لخطبتها, وافقت الفتاة علىالفور دون أن تستفسر عن مواصفات عريسها أبداً علها تتخلص من ظلم شقيقها الذي أحاقتبها طيلة الفترة الماضية, تمت مراسم الزواج بسرعة كبيرة وانتقلت (فدوى) لعشهاالزوجي الكائن في منطقة القزاز بريف دمشق, إلا أنها لم تتخلص من مدايقات شقيقهاالذي أتى لزيارتها بحجة الاطمئنان على حالها, بعد أن تأكد من خروج زوجها منالمنزل, ليبدأ من جديد في ممارساته القذرة التي تخطت جميع الحدود, والذي كانيكررها على الدوام على الرغم من توسلات (فدوى) إليه بأن يدعها وشأنها, إلا أن (عاصم)كان يقابل دموع شقيقته وتوسلاتها بالضرب كعادته.
الخلاص من الظلم بجريمة
لم تعد (فدوى) تحتمل كل ذلك الضغط وخاصة وأن زوجها بدأ يلاحظ ارتباكهاالدائم وخوفها الشديد دون أن تستطع البوح له بأي شيء, إلى أن قررت يوماً الخلاص منتلك المصيبة, عندما اشترت عبوة من ماء النار قبل موعد قدوم شقيقها, وفي اليومالموعود طرق (عاصم) الباب لتفتح له شقيقته التي جهزت العبوة ووضعتها في المطبخ,وما إن دخل (عاصم) حتى هرعت للمطبخ فلحقها, عندئذ استدارت (فدوى) إلى الخلف وقامتبإلقاء ماء النار على وجه شقيقها الذي بدأ بالصراخ والاستغاثة بأعلى صوته, إلا أن(فدوى) التي لم يشفَ غليلها فاستلت سكيناً كبيرة ووجهت عدة طعنات إلى (عاصم)استقرت في مناطق مختلفة من جسده كانت كفيلة لأن ترديه قتيلاً... مشهد الدماء الذيغرق به (عاصم) كان كفيل لأن يضع (فدوى) في حالة هستيرية التي بدأت بالصراخ مرددةعبارة(قتلتو... هاد جزاتو) الشيء الذي جعل الجوار تتجمهر أمام باب منزلها بالخارجبعد أن قام أحدهم بطلب الشرطة التي أتت على الفور واصطحبت (فدوى) من مسرح الجريمةإلى القسم.
القضاء يأخذ مجراه
بعد تهدئة (فدوى) تم التحقيق معها لتسرد قصتها بالكامل أمام الشرطة التيسجلت أقوالها وقامت بكتابة الضبط اللازم ومن ثم حولت للقضاء لينطق كلمته الفصل...ولو أن (فدوى) كانت الضحية في كافة فصول قصتنا إلا أن ليس هناك من دليل على صحةإفادتها لتلتمس المحكمة العذر الكافي لها وبالتالي تكون القضية كدفاع عن شرفها,لكن لو أنها قدمت ببلاغ منذ البداية ضد شقيقها الفاسد لكان تلقى العقاب اللازم دونأن تتعرض هي لتلك النهاية المأساوية..
التاريخ - 2015-08-15 11:38 AM المشاهدات 796
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا