شبكة سورية الحدث


إن للخذلان أن ينطق.. بقلم الكاتبة غزل حاتم..

إن للخذلان أن ينطق.. بقلم الكاتبة غزل حاتم..

سورية الحدث

"آنَ للخُذلانِ أن يَنطُق" 
مُوسيقى مِن مُرادفاتها إيقاعُ الرّصاص
نشوةٌ و لا تأسِركَ ألحانٌ شرقيّةٌ مُلطّخةٌ بقنابلٍ تطحنُ وردةً صفراءَ تنادي ما مُزّقَ من أجنحة الفراشات
رسائلٌ مُعطّرةٌ بالنفاقِ كما المُعاهدات الّتي أفنيتُ الصّبا في مُحاولةِ فَهمِها و هي أنّنا نموتُ عيشاً
بائعُ الأملِ الّذي أزورهُ كلّ صباحٍ باتَ يبيعُ دموعهُ و حسرتهُ إلى العابرين، فلا تأمل مني و أنا المَصلوبةُ إثرَ أملٍ كاذبٍ 
غنّيتُ البارحة لفيروز صدحَ صوتُ الآهِ عالياً فالهيهاتُ تبكي، تيقنتُ أنّ الغناءَ كما الكتابة يولدُ العظماءُ من مَكمنِ الوجع، فأكملتُ الغناءَ حتّى فنتْ عصافيرُ صَدري
استأصلتُ من عُمري الطّفولةَ فالصّبا حتّى جلستُ في المُنتصفِ مع ضَحاياي أصرخُ، لم أدري أنّ الصّراخَ من الكبائرِ فمتُ خنقاً بحبالي المَكويةِ
صلابتي هذهِ كلّفتني الأنا الّتي لن أكونها يوماً كما خطّطتُ
رذاذُ المَطر يتدفقُ بغزارةٍ على نافذتي.. بقي رذاذاً، أفكاري وحدها الّتي تفيض و تبرقُ كاسرةً شبابيكَ أحلامي فوقَ رأسي  
خمرٌ و دخانٌ، فتنةٌ و إغراءٌ..أعاودُ التّفكيرَ، زفراتٌ من رئتين أصبتُهُما بضبابٍ كثيفٍ كيلا يرى طبيبي من خلالِ الأشعةِ صورَ الرّاحلين فيشتمُ خمرَ بقائهم في الذّاكرة ليدركَ أنّه ما عادَ إغراء هذهِ هلوسةٌ من أوجِ الحنين   
و القلبُ مُختلٌ، أنا مُناقضة لترتيبٍ في عالمٍ يقلبني رأساً على عقبٍ فأقبّلُ شروقاً يرحّبُ بالدّجى الخاصّ بطقوسي و أخلُ التّركيز، فيكزُ على أسنانهِ نادماً على لَمسي بالبارود لا يدري بحقيقتي..أنا الهاويةُ فاقتربْ.. أنا من عاشرتْ الحربَ و زفات الشّهداءِ، فلا تتيقن مني أن أرميكَ إلّا بالرّصاص فعطشي للدّماءِ يزدادُ و أنتَ كلّ الطّغاة.
|غزل حاتم|

التاريخ - 2022-04-12 8:43 PM المشاهدات 551

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا