أن تصل مبللة خير من ألّا تصل.. بقلم جويل محمد

سورية الحدث

أيا راحةَ الفؤادِ و عِطرَ الأرواح !
أيا مكاني المحبّب !
أيا أملي و صديق أيامي !
قسماً بالله يا بحري لو أنني استطيع لرششتُ رائحتك عطراً لا يفارقني يوم، و اشتممتُكَ مع كلِّ نفسٍ.
مع كلّ موجةٍ من موجاتِكَ أرسلتُ أُمنيةً عسى أن تصل إلى الله و بين حروفها أشواقي و أوجاعي وآمالي وأحلامي دون أن يعلمها أحد سواك أنت و ربّ العرش يا بحري الجميل !
"أن تصل مبللة خير من ألا تصل "
وكأنني خُلقتُ لأتأملك وأسبّح ربّي، سبحان من أعطى فأدهش !
أرى بين طيات مياهك حياةً كاملة!
سوف أريك ما أقصد 
نحن الآن على الشاطئ لم نتقدم أبداً حتّى الآن !
حسناً يمكنك تشبيهُها بفترةِ حياتك الأولى التي لاتتجاوز بضعة أشهر !
لا مصاعب لا عراقيل 
و الآن لنتقدم خطوات قليلة لتصبح قدمينا في المياه 
نعم إنها الخطوة الثانية التي سوف تتعلم بها أن تمشي والتي بها ستكون أصعب معاركك مع الحياة هي نطقك الصحيح للأحرف وبعض الكلمات..أما عن المشكلة الثانية والأهم في هذه المرحلة هي صمودك لمدة دقيقة كاملة في الوقوف دون أي مسند وإنها لمرحلة جميلة !
فلنتقدم أكثر دون خوف رؤسنا نحو السماء هيا..حسناً يمكننا القول بأننا نكبر، ننضج، تتفتح أزهارنا..لقد أصبح لدينا الكثير من الأصدقاء لكننا بالفعل نحتاج لبعض الوقت بمفردنا.
لنستمر في التقدم أكثر فأكثر....
لحظة إنّها صخور كثيرة..وكيف لي أن أمرّ بين كل هذه الصخور التي هي عراقيل جزء من عمري ؟!
أتعلم..هذا هو المطلوب..هيا لنتعلم طريقة جديدة لتخطي هذه العقبات 
لنحتال عليها فنحن من لدينا عقول للتفكير والله يعطي دوما أصعب معاركه لأقوى جنوده
إن كانت معركة فلنخضها !
لنبتسم و نخوض جميع المعارك بحماسِ طفل ذاهب إلى البحر لأول مرة بعد شتاء طويل !
حسنا سوف نتعب قليلا..حتى الأبطال يتعبون..لكن الأبطال أبطال لأنهم يكملون دون استسلام ...هيا بنا !

والآن بدأنا بمرحلة جديدة بعض الشيء
تكادُ قدماي لا تلامس الأرض..لكن الصخور اختفت والبحر الآن أصبح هادئاً بعض الشيء !
أصبح كل شيء غريب
لكنني سأراهن كل كائنات البحر الغريبة بأنني لن أتوقف و لستُ أنا من يراهن وينسحب حتى لو متُّ غرقاً !
وبما أنني رميت أحلامي مع موجات البحر وقررتُ خوض مراحله كحياة..أرى أنّ لا نهاية لهُ
ومن هذا سأقرر أن أحلامي لن تنتهي وأنّ وراء كل نجاح حماس أكبر ونجاح أكبر !
فالسفينة إن بقيت على حالها تستند على الشاطئ فإنها ستبقى بأمان لكنني أظن أن من صنعها لم يكن هذا غرضه منها !
شُكراً جزيلاً لكَ يا بحري لدروسك وأيام عمري التي عشتها بتفاصيلها معك أظنك أوضحت كل شيء ما تبقى هو فهم العالم لك يا غامضي الواضح !
"أن تصل مبللة خير من ألّا تصل "
جويل محمد