سورية الحدث الإخبارية
١:٣٦
الواحدة بعد منتصف الليل، أسئلة كثيرة تراودني عن نومي، تؤرق ليلي، وتقضّ مضجعي
ترى ما الأصعب بين أن يكبّلك الشّوق العقيم لشخص أدار لك ظهره دونما تردّد أو إلتفاتة، أم الشّعور بالعجز عن الحركة وعن مقاومة الذّكريات..
والعجز عن مجابهة شوقك العقيم!؟
لعل ّأحدهما أسوأ من الآخر ولكنّك وحيد هذا الليل .. يتيمه .. وكأنّك في قبرك برغم اتّساع الكون من حولك واكتظاظه بالنّاس
لكنّك وعندما يخيّم الظّلام تبيت بمفردك في الحلكة ولا شيء معك سوى أكوام الذّكريات المؤلمة بحلوها ومرّها
وكيف لك أن تدرك أنّك من دخل القفص بملء إرادتك وأنت عاجز عن استيعاب خطواتك
تشعر وكأنّك واقف وكلّ ما حولك سائر في حين تكون أنت السّائر إلى الجمود
هذا تأثير الأشواق !
هذا بسبب العجز عن الحراك والتّفكير الرّزين ومقاومة الذّكريات !
وهذا أنت برغبتك الباطنية بأن تعيد ماكان في زمان منصرم قناعة منك بأنّ هذه الكرّة لن تكون كسابقتها .
وأصحاب تلك الذّكريات من كانوا يوما ما يقاسمونك ابتسامتك والصّورة .. ضحكتك والطّرفة التّافهة .. دمعتك وجرح نازف .. قلبك وكلّ حياتك وكلّك بأفكارك وروحك وعواطفك .. ماعادوا هنا !
ما عادوا يقاسمونك شيئاً .. أخذوا كلّ شيء وأفلتوك في إحدى المقابر الخاوية
ما اللحظات الجميلة برفقة الأحبّة سوى جحيم بعد الفراق عذاب وفتنة وآلام مستعصية
وأنت صريعها بلا منازع ما دمت الباقي بعد انقضاء كلّ شيء
مهما كان سبب وشكل الفراق أكان الموت أو التّخلّي فالحال واحد وأنت واحد وحيد وحدك في قبرك الواسع مع عفاريت الذّكريات فاستمتع !
روزالينا فؤاد
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
