واقع سوء التغذية في المجتمع السوري خلال الوضع الراهن

خاص -  تتسبب التغذية غير الكافية في آثار طويلة الأمد على سلامة الطفل كما يمكن أن تؤدي للوفاة في الحالات الشديدة عندما لا تكشف أو تعالج في وقت متأخر... وفي ظل الظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها سورية، تجلى واضحاً تدهور الظروف المعيشية خاصة الصحية والتغذوية منها، التي طالت المجتمع المحلي. فمعدلات سوء التغذية الحاد وصلت إلى حد حرج في بعض المحافظات أهمها: حماه وحلب ودير الزور، وذلك وفقاً للدراسة التي أجرتها وزارة الصحة السورية بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء وبدعم من اليونيسف لسنة 2014 ووجدت الدراسة أن نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في العينة تبلغ عشرة في المئة.  وتحت شعار "الكشف المبكر عن حالات سوء التغذية" بدأت منظمة اليونيسف بالعمل الجدي على هذا الجانب باستخدام نتائج الدراسات والمسوحات التي تجريها لتوفير المعلومات لتصميم الاستجابة الإنسانية على صعيد تغذية الأطفال وإقامة الندوات والبرامج التثقيفية المتعددة في هذا المجال والمنتشرة في كل المحافظات... وبالحوار مع مهندسة التغذية لينا رباحية رئيسة شعبة التغذية في مديرية الصحة في محافظة حمص... بينت مدى أهمية البرامج التي تقوم بها منظمة اليونيسف ومنها برنامج CMAM (برنامج التدبير المجتمعي لمعالجة سوء التغذية عند الأطفال). التي تقوم به المنظمة برعاية وزارة الصحة وتحت إشراف مديرية الصحة في حمص متمثلة بمدير الصحة الذي قدم الكثير من الدعم والتسهيلات للقيام به... يهدف برنامج CMAM إلى متابعة حالات سوء التغذية في المجتمع وتحويلها إلى المراكز الصحية لمعالجتها، وشددت على أهمية التوعية الصحية لتجاوز هذا الموضوع، وذلك بإقامة الدورات التدريبية المستمرة لبعض الجمعيات الأهلية وللمراكز الصحية حول برنامج CMAM. من ناحية أخرى، أكد الدكتور زياد ليوس أخصائي في طب الأطفال أحد المشرفين أيضاً على الدورة التدريبية، على أن الهدف الأساسي للبرنامج كشف حالات سوء التغذية المبكر قبل تطورها لتصبح أمراضا أو وفيات، ثم معالجة الحالات المصابة وذلك للأطفال حتى عمر الخمس سنوات.  و أضاف أن برنامج CMAM هو برنامج متكامل مع برنامج ICYF (برنامج تغذية الرضع وصغار الأطفال) والمنظم أيضاً من قبل منظمة الأمم المتحدة اليونيسف، الذي يتناول موضوع أهمية الرضاعة الطبيعية للأطفال مع المكملات الغذائية اللازمة وذلك لتجنب حالات سوء التغذية. مكتب حمص والمنطقة الوسطى  اندرية ديب - خلود ميا