خطر التغيرات المناخية

تزايد الاهتمام العالمي بالتغيرات المناخية بسبب آثارها الكبيرة على مناحي مختلفة في البيئة، حيث تبين الدراسات تأثر النظم البيئية ولاسيما التنوع البيولوجي بظاهرة التغيرات المناخية ، وكانت دراسة علمية بعنوان “خطر الانقراض الناجم عن التغيرات المناخية” قد نشرت في دورية “Nature” البريطانية في8  كانون الثاني 2014 بينت أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى انقراض ملايين الكائنات الحية بحلول عام 2050 ، وأوضح الباحثون أنه بعد دراسة مطولة لــ /6/ مناطق في العالم تتميز بالتنوع الإحيائي وتمثل 20 % من مساحة اليابسة على كوكب الأرض، أن ربع الكائنات الحية التي تعيش في البر قد تنقرض، وأنه لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل نسبة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون قد ينقذ العديد من أنواع الكائنات الحياة من الاندثار. وكان قد استُخدم في الدراسة نماذج إلكترونية لمحاكاة رد فعل 1103 نوعاً من الكائنات الحية بما فيها الثدييات والنباتات والطيور والزواحف والضفادع والفراشات، إزاء أي تغير في درجات الحرارة ومناخ الأراضي التي تعيش بها، واشتملت الدراسة على تقييم ما إذا كانت تلك الحيوانات والنباتات ستكون قادرة على الانتقال إلى مناطق جديدة. وقد تبين من خلال الدراسة المذكورة أن ما بين ( 15 و37 ) من كافة الكائنات الحية التي تعيش في المناطق التي شملتها الدراسة قد تتعرض للانقراض بسبب التغيرات المناخية في الأعوام القادمة وحتى سنة 2050 فإذا تم تعميم هذه الاستنتاجات في جميع أنحاء العالم وعلى أنواع أخرى من الحيوانات والنباتات البرية، فإنه يرجح أن ملايين أنواع الكائنات الحية قد تتعرض لخطر الانقراض، لحرمان بعضها من البيئة المناخية المناسبة لمعيشتها، ولحرمان البعض من الهجرة إلى مواقع ذات بيئة ملائمة. فإذا أخذ أقل السيناريوهات ضررا، وهو حدوث أقل تغير مناخي حتى عام 2050 – وهو ما يعتبره العلماء أمراً حتمياً – فإن بعض المؤشرات لن تتدهور بدرجة كبيرة ما يعني أن 18% فقط من أنواع الكائنات الحية المتضررة ستندثر، أما بينما سيبلغ معدل الانقراض 35 % إذا وقع أقصى تغير مناخي يمكن أن تتعرض له الأرض خلال الأعوام القادمة. وبالتالي علينا معرفة أنه بانقراض مليون نوع من الكائنات فإن الضرر لن يقع فقط على مملكة النبات أو الحيوان أو الشكل الجميل للأرض بل على المليارات من البشر وخاصة سكان الدول النامية سيتضررون هم الآخرون لأنهم يعتمدون على الطبيعة التي توفر لهم حاجاتهم الأساسية من غذاء وأدوية ومأوى.