شبكة سورية الحدث


الرئيس الأسد: وطننا حق لنا وحمايته حق علينا والله مع الحق … لن نكون عبيداً بل أسياداً مستقلين على بلادنا ومقدراتنا وحقوقنا

النص الكامل للخطاب. السيدات والسادة.. رؤساء وأعضاء قيادات المنظمات والنقابات والغرف.. أرحب بكم كممثلين لشرائح المجتمع في سورية مهنيا ونقابيا وشعبيا وأعبر عن تقديري لكم ولعملكم ولكل جهد مخلص تقدمونه كل في نقابته أو منظمته أو قطاعه.. تساندون إخوتكم ورفاقكم وتساهمون من خلال عملكم في ترسيخ الروح الوطنية والثبات في وجه ما تتعرض له البلاد. على الرغم من تعقيدات الوضع في سورية فقد زالت الغشاوة عن كثير من العقول وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها وأضاف الرئيس الأسد.. نلتقي اليوم وكثير من الأمور أصبحت واضحة وضوح الشمس وعلى الرغم من تعقيدات الوضع في سورية فقد زالت الغشاوة عن كثير من العقول وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه وهوت بحكم الواقع مصطلحات مزيفة وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها وأصبح اللقاء والحديث لتفنيد حجج من اعتدى على سورية أو لتوضيح افتراءاتهم هو كالحديث عن البديهيات.. فيه مضيعة للوقت وإهدار للجهد.. ولأنه كذلك فتساؤلاتنا اليوم كسوريين لم تعد تدور حول تلك البديهيات وإنما حول الاحتمالات التي تواجه سورية في ظل التسارع الكبير للأحداث وانتقال عملية التدمير الممنهجة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية إلى مستويات غير مسبوقة من الإرهاب. وتابع الرئيس الأسد.. إن ذلك يدل على العقلية الإجرامية التي يحملها مسؤولو الدول الداعمة لهؤلاء الإرهابيين وفي الوقت نفسه يعبر عن فشل كل أساليبهم السابقة لدفع الشعب السوري إلى السقوط في مستنقع الأوهام التي قدمت له كي يصدقها وليكون تصديقها هو التمهيد لسقوط الوطن وعندما لم يقع الشعب في فخهم رفعوا وحشية الإرهاب كوسيلة أخيرة بهدف وضع الشعب السوري أمام خيارين.. إما القبول بما يملى عليه وإما القتل والتدمير. وقال الرئيس الأسد.. هذا التصعيد يعبر عن يأسهم أيضاً .. يعبر عن يأسهم من كسر صمود الشعب السوري في وجه حرب لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.. فهذا الصمود لم يفشل خططهم فحسب بل أصبح يشكل التهديد الحقيقي للمستقبل السياسي لكثير من أولئك الداعمين… وخاصة بعد أن بدأت ارتدادات هذا الإرهاب تضرب الأبرياء في بلدانهم ولم تعد تجدي معها المبررات الزائفة التي سوقوها لخداع الرأي العام لديهم والتي أرادوا استخدامها لاحقا كغطاء لبدء العدوان على وطننا وشعبنا. وأضاف الرئيس الأسد: قالوا لهم لفترات طويلة بأنهم يدعمون الثوار والمطالبين بالحرية والديمقراطية في سورية.. اكتشف الشعب لديهم بأنهم يدعمون الإرهابيين ودفعوا ثمن دعم دولهم للإرهابيين في سورية.. في السنوات الماضية كانت هذه المنطقة هي المفترض أنها تصدر الإرهاب للعالم وللغرب أما اليوم فأصبح في الغرب حاضنة تصدر الإرهاب إلى هذه المنطقة بالإضافة إلى الحواضن الموجودة أساسا في منطقتنا في الشرق الأوسط وخاصة في الخليج وفي الدول التي دخلت مؤخرا على ساحة الإرهاب كتونس بعد الأحداث في عام 2010 و2011 وفي ليبيا وبدات تلك الحواضن بالتفاعل مع بعضها البعض وتصدير الإرهاب إلى كل المناطق. الإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة وممارسة شاذة نشأت وكبرت في بيئات أساسها الجهل والتخلف وقال الرئيس الأسد: كثيراً ما شرحنا لهم قبل العدوان على سورية وخلاله أن الإرهاب لا يعرف حدوداً ولا تمنعه إجراءات ولا تردعه استنكارات ولا تصريحات.. نبهناهم إلى أن انتشار الإرهاب لا توقفه حروب ولا تنهيه طائرات كطائرات تحالفهم اليوم.. فالإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة وممارسة شاذة نشأت وكبرت في بيئات أساسها الجهل والتخلف أضيف إليها سلب حقوق الشعوب واستحقارها ولا يخفى على أحد أن الاستعمار هو من أسس لكل هذه العوامل ورسخها وما زال.. فكيف يمكن لمن ينشر بذور الارهاب أن يكافحه… من يريد مكافحة الإرهاب فإنما بالسياسات العاقلة المبنية على العدل واحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإدارة شؤونها واستعادة حقوقها المبنية على نشر المعرفة ومكافحة الجهل وتحسين الاقتصاد وتوعية المجتمع وتطويره وأما الحرب العسكرية فهي كالكي آخر الأدوية وإذا كان لا مفر منها في حالة الدفاع عن الوطن فهي لا تحل أبداً محل السياسات والإجراءات الهادفة لتطويق عوامل نشوء الإرهاب ونموه والوصول بذلك لاقتلاعه من جذوره بدلاً من تقليم أظافره فقط كما يفعلون الآن لأن هذه الأظافر ستعود للنمو أقسى وأشد فتكاً. تعامل الغرب مع الإرهاب ما زال يتسم بالنفاق فهو إرهاب عندما يصيبهم وثورة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان عندما يصيبنا  وأضاف الرئيس الأسد: لكن قصر نظرهم جعلهم يعتقدون أنهم سيكونون في مأمن من شرر الإرهاب الذي يتطاير من مكان لآخر في عالمنا العربي المضطرب ويحرق بلداناً بأكملها في الشرق الأوسط غير المستقر أساسا لم يكن في حسبانهم أنه سيضرب في قلب القارة الأوروبية وتحديداً غربها..لكن هذا لا يعني أنهم اتعظوا فما زال تعاملهم مع هذه الظاهرة يتسم بالنفاق… فهو إرهاب عندما يصيبهم.. وثورة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان عندما يصيبنا.. مرتكبوه عندهم إرهابيون.. وعندنا ثوار ومعارضة معتدلة يملؤون الدنيا صراخاً عندما تلدعهم شرارة من نار، ويصيبهم صمت القبور عندما نحترق نحن بها. التبدلات الغربية لايعول عليها طالما أن المعايير مزدوجة وتابع الرئيس الأسد: التبدلات الإيجابية الأخيرة على الساحة الدولية هي حقيقية.. هناك قراءة مختلفة للوضع الذي يحصل في سورية وهناك فهم للأكاذيب التي استخدمت والادعاءات المزيفة تحديدا للغرب أما التبدلات الإيجابية على الساحة الغربية فهي غير مستقرة وغير مستمرة لأنها تنطلق من القلق من الإرهاب الذي ضرب لديهم والقلق من أن الشرق الأوسط إذا تحول إلى ساحة إرهاب منتشر فهو الحديقة الخلفية لأوروبا تحديدا.. هناك قلق وضياع لأن إخوتنا من العربان وضعوا أمامهم وصفات مبسطة.. القضية بسيطة وصفة القليل من الإرهاب المسيطر عليه مع القليل من إسقاط الدول والقليل من الفوضى نحتملها والقليل من تبديل الوجوه وتبديل الحكام وتصبح الطبخة جاهزة أو الوجبة جاهزة وتفضلوا وابتلعوا الأوطان. وقال الرئيس الأسد: رأوا أن الحسابات مختلفة تماما والأمور تذهب باتجاه مختلف بشكل كلي لذلك أنا أقول إن هذه التبدلات لا يعول عليها.. هم لم يتعلموا دروسا ولم يكتسبوا أخلاقا طالما أن اللغة المزدوجة أو المعايير المزدوجة هي السائدة لديهم هذا يعني أن كل شيء مؤقت وعلينا ألا نعول عليه في المستقبل ففي أي لحظة يتبدل عندما تتحسن ظروفهم الداخلية.. الانتخابية.. المتعلقة بالإرهاب ويعودون لنفس السياسات الاستعمارية السابقة. وأشار الرئيس الأسد إلى أنه عندما تصبح المعايير ثابتة موحدة غير مزدوجة كأن يقولوا بشكل علني بأن الثوار الذين دعموهم هم عبارة عن إرهابيين وبأن ما يسمى المعارضة ليسوا طلاب حرية وإنما مجرد عملاء صغار عندها يمكن أن نصدق بان أوروبا الغربية أو الغرب بشكل عام تغير أو ليذهبوا باتجاه آخر ليسمحوا للمعارضة في بلدانهم أن تحمل السلاح وتقتل وتدمر ويبقوا على تسميتها معارضة أو ليسمحوا لها ان تكون عميلة او ليسمحوا للدول الأخرى أن تحدد ما هو نظام الحكم المناسب لهم ومن يحكم لديهم .. عندها نصدق وعندها سنقبل بوصفاتهم القديمة التي كانت تستخدم دائما من أجل تبرير أي عدوان أو تدخل في شؤون الدول تحت عناوين إنسانية كحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وغيرها. لم نعتمد إلا على أنفسنا منذ اليوم الأول وأملنا الخير فقط من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري وقال الرئيس الأسد: جوهر نفاقهم أنهم يدعون مكافحة وحش هم خلقوه ثم فقدوا السيطرة عليه وغايتهم اليوم هي ضبطه فقط وليس القضاء عليه وكل حملاتهم العسكرية والسياسية الإعلامية ما هي إلا لذر الرماد في العيون وما يفعلونه في الحقيقة أدى إلى نمو الإرهاب بدلاً من القضاء عليه.. هذا ما يؤكده الواقع وليس التحليل الشخصي فرقعته الجغرافية اتسعت وموارده المادية ازدادت والبشرية تضاعفت.. فهل نتوقع منهم فعلاً صادقاً في مكافحة الإرهاب.. هذه الدول تاريخها استعماري.. فكيف يمكن لمستعمر لا تحمل صفحات تاريخه إلا الاحتلال والقتل والدمار واستعمل الإرهاب كورقة لحرق الشعوب واستعبادها وأنشأ ودعم المنظمات الارهابية المتسترة بالدين كالإخوان المنافقين ثم القاعدة وتوابعها أن يحارب الإرهاب… وتابع الرئيس الأسد.. هذا الكلام مستحيل لأن مرادفات الاستعمار هي الإرهاب واللاأخلاق واللاإنسانية ولأن هذه الصورة كانت واضحة بالنسبة لنا منذ الأيام الأولى للازمة.. لم نعتمد إلا على أنفسنا ولم نأمل الخير إلا من بعض الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري الذين يحملون مبادئ وأخلاقا ويريدون الاستقرار للمنطقة وسورية والعالم.. الذين يحترمون القانون الدولي ويقدرون إرادة الشعوب وينظرون إلى العالم على أن العلاقات فيه علاقات ندية لا يوجد أسياد وعبيد. روسيا شكلت مع الصين صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة تهديد للشعوب ومنصة للعدوان على الدول وخاصة سورية وأضاف الرئيس الأسد: إن دول البريكس وقفت مع غيرها من الدول موقفاً منصفاً تجاه ما يحصل في سورية وساهمت في توضيح حقيقة ما يجري للعالم وقدمت إيران الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي فساهمت في تعزيز صمود شعبنا ومناعته انطلاقاً من أن المعركة ليست معركة دولة أو حكومة أو رئيس كما يحاولون التسويق بل هي معركة محور متكامل لا يمثل دولاً بمقدار ما يمثل منهجاً من الاستقلالية والكرامة ومصلحة الشعوب.. كذلك فعلت روسيا التي شكلت مع الصين صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة تهديد للشعوب ومنصة لإطلاق العدوان على الدول وخاصة سورية.. وأطلقت روسيا عدداً من المبادرات البناءة التي تهدف إلى قطع الطريق الى دعوات الغرب ودفع مسار الأحداث باتجاه الحوار بين السوريين أنفسهم. كان نهجنا ومازال هو التجاوب مع كل مبادرة تأتينا بغض النظر عن النوايا فدماء السوريين فوق أي اعتبار ووقف الحرب له الأولوية وقال الرئيس الأسد: بالمقابل كان نهجنا وما زال هو التجاوب مع كل مبادرة تأتينا من دون استثناء بغض النظر عن النوايا التي نعرف سوء بعضها في كثير من الأحيان وبشكل مسبق ذلك أن قناعتنا الراسخة بأن أي فرصة فيها احتمال ولو ضئيل لحقن الدماء هي فرصة يجب أن تلتقط دون تردد فدماء السوريين فوق أي اعتبار ووقف الحرب له الأولوية وبنفس الوقت كان لدينا الرغبة بقطع الطريق على المشككين والمغرر بهم الذين يعتقدون بأن الأزمة مرتبطة بموضوع الإصلاح السياسي أو بموضوع حوار أو ما شابه وكانوا يستخدمون كلمة لو.. لو فعلوا كذا لحصل كذا لفعلوا كذا لما حصل كذا فقررنا أن نتجاوب مع كل المبادرات لنثبت لهؤلاء بأن القضية ليست مرتبطة بالعمل السياسي وإنما بدعم الإرهاب منذ الأيام الأولى. وأضاف الرئيس الأسد: لذلك ذهبنا إلى حوارات جنيف وموسكو.. والتي هدفت إلى تحقيق أرضية سياسية مشتركة بين المشاركين يفترض بها أن تعبر عن توافق ما بين الأطياف السورية هذا هو الشيء المفترض هنا.. بعد ان بدأت الحوارات طرح كثير من السوريين أسئلة منطقية.. مجموعة أسئلة منطقية لكنها مرتبطة ببعضها.. ما العلاقة بين المسار السياسي والإرهاب على الأرض… ما العلاقة بين الشخصيات التي تسمى “معارضة خارجية” الحقيقة معارضة خارجية لا يعني أنها موجودة في الخارج وإنما مرتبطة بالخارج فجزء من هذه المعارضة الخارجية موجود داخل سورية مرتبط به سياسيا وماديا ما العلاقة بين هذه المعارضة التي تسمى الخارجية والإرهابيين على الأرض خاصة أن أولئك الإرهابيين منذ الأيام الأولى أعلنوا رفضهم التعامل مع تلك المعارضة ورفضهم الاعتراف بها .. كيف تحاورون أشخاصا لا تأثير لهم على الإرهابيين وليس لهم تأثير حتى على غير الإرهابيين.. لا يمثلون أو بالكاد يمثلون أنفسهم والبعض لا يمثل حتى نفسه لأنه يمثل الآخرين.. مختصر أو محصل هذه الأسئلة سؤال وحيد كيف يمكن للحوار السياسي أو الحوارات السياسية التي تقومون بها أن تؤدي إلى إيقاف الإرهاب في سورية.. هذا هو هاجس كل مواطن موضوع الإرهاب. وقال الرئيس الأسد: منطقيا لا يوجد أي رابط بين الحوار والعمل السياسي وبين الإرهاب فالعمل السياسي يهدف إلى تطوير النظام السياسي وبالتالي الازدهار والعمران وزيادة مناعة الوطن في الداخل والخارج وبكل تأكيد الإرهاب ليس أداة من هذه الأدوات.. الإرهاب نتائجه مختلفة.. قتل وتدمير وإضعاف المناعة.. هذا بشكل نظري أما عمليا فالرابط قوي جدا جدا ومتين لأن الرابط بين تلك المعارضة المرتبطة بالخارج والإرهابيين هو أن السيد واحد.. السيد هو الذي يمول ويدير وينسق ويحرك الخيوط فتارة يطلب من الإرهابيين أن يرفعوا وتيرة الإرهاب وتارة يطلب من المعارضة الخارجية المرتبطة به أن ترفع وتيرة الصراخ من أجل تحقيق ضغط سياسي.. عمليا هم اعضاء لجسد واحد كل عضو يقوم بواجبه بطريقته ولكن العقل المدير والمدبر هو عقل واحد.. الهدف هو استخدام المسارين الإرهابي والسياسي من أجل ابتزاز السوريين ودفعهم إما بقبول تحويل سورية إلى تابع والقبول بما سيملى عليهم سياسيا أو أنهم سيستمرون بدعم الإرهابيين وتدمير البلاد فإذا المحصلة أن الإرهاب هو الأداة الحقيقية أما المسار السياسي فأداة احتياطية ثانوية.. يستخدم المسار الإرهابي لتوجيه المسار السياسي فإذا تم تحقيق الإنجازات التي يريدونها أو الأهداف من خلال المحور السياسي كان بها.. عدا عن ذلك فمهمة الإرهاب هي الوصول إلى الأهداف التي يريدون الوصول إليها. وتابع الرئيس الأسد: ماذا يعني هذا الكلام طالما أن الإرهاب بيدهم.. وجزء من المحاورين الذين تمثلهم المعارضة الخارجية المرتبطة بهم هم جزء من الحوار وقادرون على إفشال المسار السياسي هذا يعني بأن الحديث عما يسمونه الحل السياسي ونسميه المسار السياسي هو عبارة عن كلام أجوف فارغ ليس له أي معنى.. طبعا هذا سيستغل الآن في الإعلام الأجنبي.. سيقولون بأن الرئيس السوري أعلن رفضه للعمل السياسي وتمسك بالحل العسكري.. تعرفون كل هذا الكلام الفارغ لا يعنينا الآن.. نحن مع معرفتنا بأن القضية من الأساس هي إرهاب ودعم للإرهاب لكن نحن مع أي حوار سياسي ولو كان له تأثير بسيط جدا في الأزمة.. نحن مع العمل السياسي.. طبعا كلمة حل سياسي غير دقيقة لأن الحل هو حل للأزمة والمشكلة ولكن الحل فيه محاور.. المحور السياسي والمحور الأمني والعسكري وغير ذلك. وأضاف الرئيس الأسد: نحن مع المسار السياسي ندعمه لكن أن ندعمه شيء وأن نخدع به شيء آخر.. طالما أنهم يستخدمون الإرهاب للتأثير على العمل السياسي فهذا يعني بأن العمل السياسي لن ينتج فإذا أردنا أن نتحدث عن حوار سوري سوري صاف بعيد عن الابتزاز لا بد أن نبعد الإرهاب ونضرب الإرهاب لكي يتحول الحوار إلى حوار حقيقي وجدي بين السوريين والسيد الذي يدير هذا الموضوع.. طبعا سيد الإرهابيين وسيد المعارضة الخارجية لن يقوم بذلك لأنه إذا قام فعلا وبشكل جدي بضرب الإرهاب فهو سيفقد القدرة على السيطرة على مسار الأمور لذلك لن يقوموا بضرب الإرهاب ولكنا نعرف هذا الشيء. وتابع الرئيس الأسد: إذا من الناحية النظرية إذا تم ضرب الإرهاب وهذا لن يحصل سيكون حوار سوري سوري صاف بالمعني الصافي ولكن أيضا هذا الكلام نظري لو ضربنا الإرهاب لن يكون الحوار سوريا صافيا لأننا كنا نقول قبل قليل ان هناك معارضة مرتبطة بالخارج هي جزء من الحوار فنحن أيضا في الحوار أمام نوعين من المحاورين أو ثلاثة الأول النوع الوطني والثاني هو العميل للغرب والثالث الانتهازي مجموعة شخصيات ليس لها أي انتماء سياسي لكنها وجدت في المسار السياسي فرصة لتحقيق مكاسب شخصية ولو كان على حساب الوطن وكلا النوعين العميل والانتهازي قادر على ضرب أي إجماع من الممكن أن نصل إليه كدولة سورية في حوارنا مع الشخصيات الوطنية وهذا ما حصل في موسكو 1 و2 عندما قام أولئك بضرب الإجماع حول عدد من النقاط التي توصلنا إليها في موسكو وبعد شرح كل هذه الصورة هناك من يأتي ليقول.. الدولة السورية لا تبادر.. “يعني لو بادرت كانت الأمور جيدة يعني كل شيء أصبح مهيأ…”. وأضاف الرئيس الأسد: الإرهابي يريد أن يتوب والغرب يذرف الدموع على الشعب السوري والمشكلة هي أن مسؤولينا لا يبدعون حلولا ولا مبادرات وهذا فيه نوع من السذاجة وفيه نوع من سوء النوايا من قبل البعض في الخارج.. يعني المسار السياسي المطلوب منه إن لم يصل للأهداف المطلوبة أن يصل بالحد الأدنى لتحميل الحكومة السورية مسؤولية الفشل فهناك من يقول.. الحكومة السورية لم تبادر.. وأنا أقول بأن كل من لم ير كل المبادرات التي قمنا بها أولا المبادرة السياسية في عام 2013 عشرون ألف شخص وأكثر استفادوا من مراسيم العفو لأشخاص متورطين كالغير مرتكبين لجرائم قتل والمصالحات والتسويات وتغيير القوانين وتغيير الدستور وغيرها.. من يرى كل هذه الأمور في الماضي فلن يرى أي مبادرة في المستقبل فلماذا نضيع وقتنا في مبادرات لن يراها أحد. وقال الرئيس الأسد : عمليا نحن هدفنا من هذه المبادرات كان داخل السور.. ومن يريد أن يرى هذه المبادرات “وجزء منها كان له تأثير إيجابي” وهناك من يقول لنبادر إذا لم نربح لن نخسر وهذا الكلام غير صحيح لأن المبادرات التي تقوم بها الدولة هي ليست مقالات تكتب في الصحافة.. هي أفعال على الأرض وهذه الأفعال إما أن تدفع الأمور باتجاه الأمام أو أن تسحبها باتجاه الخلف.. إن لم يكن لها تأثير فهذا يعني أن هذه المبادرة ليست لها قيمة فلماذا نقوم بمبادرات ليس لها تأثير ولا وزن ولا قيمة.. عمليا أي مبادرة نقوم بها أن لم تدفع الأمور باتجاه الأفضل فهي ستعقد الحل وليس العكس هي ليست ساحة يجب أن نتواجد بها وهي ليست سوقا أو بورصة إن لم ندخل في هذا السوق هناك من سيأتي ويسبقنا لقطف الفرصة.. هي ليست ساحة فنية إن لم يتواجد الفنان من وقت لآخر بعمل فني سوف ينساه الجمهور.. هي عمل حقيقي على الأرض هذه هي السياسة لكن أهم من ذلك أننا نعرف إذا كانت هذه المبادرة موجهة للقوى المعادية أو للخصوم ولعملائهم فأي مبادرة لن تؤدي إلى أي نتيجة لسبب بسيط لأن المبادرة الوحيدة التي يقبلونها هي عندما نقدم لهم الوطن كاملا ولأسيادهم وعندما يتحول الشعب السوري إلى تابع وعبد ينفذ أوامر الكبار كما ينفذونها هم وهذا ما لن يحصلوا عليه مهما حلموا به. وقال الرئيس الأسد: أما الحديث عن تقديم تنازلات من قبل الدولة السورية فيعنى أن الدولة متهمة دائما بأنها راديكالية ومتشددة وغير مرنة وغير واقعية .. هناك مبدأ بسيط حقوقي وبديهي أن الإنسان يحق له أن يتنازل عن أشياء يمتلكها ولا يحق له أن يتنازل عما لا يمتلكه هو إلا إذا كان لديه وكالة من المالك الأصلي ونحن في الدولة السورية لا توجد لدينا وكالة من الشعب السوري للتنازل عن حقوقه الوطنية والشعب السوري هو الوحيد صاحب الحق في تقديم أي تنازل إذا أراد .. ولو أراد هذا الشعب أن يقوم بهذا التنازل لما صمد أربع سنوات ودفع كل هذا الثمن الغالي وما زال من الأساس. أي طرح سياسي لايستند في جوهره إلى القضاء على الإرهاب لا معنى له وأضاف الرئيس الأسد: المحصلة لنختصر كل هذا الكلام أي طرح سياسي لا يستند في جوهره الى القضاء على الارهاب لا معنى له ولا فرصة له ليرى النور.. لذلك حتى يتحول الوضع السياسي ويكون هناك عمل جدى لا خيار أمامنا سوى أن نستمر في مكافحة الإرهاب.. لا يوجد خيار آخر.. نحن نريد كما قلت أن يكون هناك مسار سياسي لكن بالواقع أمامنا حل وحيد هو أن نكافح الارهاب فلا سياسة ولا اقتصاد ولا ثقافة ولا أمان ولا أخلاق حيثما يحل الارهاب. وتابع الرئيس الأسد: انطلاقا من فهم الشعب لهذه الحقائق يبقى الوضع الميداني هو محور اهتمام المواطنين السوريين على مدار اليوم وعلى مدار الساعة ومن واجبى اليوم أن أعطي أجوبة على الكثير من الأسئلة التي طرحت مؤخرا حول الوضع الميداني.. نحن لم نسع للحرب ولكن عندما فرضت علينا تصدت القوات المسلحة للإرهابيين في كل مكان ومنذ ذلك الوقت ومسيرة المعارك هي في صعود وهبوط وهذه هي طبيعة المعارك بشكل عام ولكن في الحرب نوع الحرب الذي نخوضه اليوم لا يمكن للقوات المسلحة أن تتواجد في كل بقعة من الأرض السورية .. هذا يسمح للإرهابيين بالدخول إلى مناطق يضربون الاستقرار فيها حتى يأتي الجيش السوري ويحررها وهذا شيء يحصل بشكل مستمر منذ بداية الأحداث. وقال الرئيس الأسد: مؤخراً الدول الإرهابية نتيجة صمود سورية الشعب والجيش رفعت مستوى الدعم للإرهابيين لوجستيا عسكريا تسليحيا ماليا وبشريا وأحيانا تدخلت بشكل مباشر كما حصل في إدلب من قبل الأتراك من أجل دعمهم .. هذا أدى إلى أن بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة الدولة دخلت إلى سيطرة الإرهابيين وهذا خلق نوعا من الإحباط لدى المواطن السوري عززته الدعاية المضادة التي سوقت وهم سقوط مقومات صمود الدولة السورية .. الدولة تنهار .. الجيش ينهار.. الحرب تكتب الفصول الأخيرة منها لصالح الإرهابيين وغيرها من الأشياء. وأضاف الرئيس الأسد: بنفس الوقت عندما كان بالتوازي الجيش العربي السوري يكسب معارك في مناطق أخرى كانوا يقولون .. لا من يكسب المعارك هو القوى الموجودة مع الجيش والجيش لا يقاتل أصابه الوهن والتعب والاحباط وذهبوا أبعد من ذلك أنهم قالوا .. إن من يقاتل هو جيوش أخرى أتت من دول من خارج سورية لتساعد الجيش السوري .. طبعا هم يقصدون في هذه الحالة إيران .. ولكي أكون واضحاً حول هذه النقطة فإن إيران الشقيقة قدمت حصراً الخبرات العسكرية .. لم تقدم أي شيء آخر في المجال العسكري .. وأما أخوتنا الأوفياء في المقاومة اللبنانية فقاتلوا معنا وقدموا أقصى ما يستطيعون .. وصولاً للشهداء الذين امتزج دمهم مع دم اخوانهم في الجيش والقوات المسلحة .. كان لهم دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي مع الجيش في تحقيق انجازات في أكثر من مكان هذا الكلام معروف لانهم يمتلكون الخبرة والتمرس المفيدين لنا في هذا النوع من الحروب ونحن ممتنون لشجاعتهم وقوتهم ومناصرتهم لنا. لا يمكن لأي صديق أو شقيق غير سوري أن يأتي ويدافع عن وطننا نيابة عنا وتابع الرئيس الأسد: بنفس الوقت كلنا يعلم بأنه لا يمكن لأي قوة داعمة أن تحل محل القوة الرئيسية .. وبنفس الوقت لا يمكن لأى قوة شقيق أو صديق غير سوري أن تأتي وتدافع عن وطننا نيابة عنا .. فلماذا أحبط الناس عندما تراجع الجيش في بعض المناطق .. الاحباط هو دليل اندفاع وثقة .. عندما يثق الإنسان بقدرة شخص على انجاز شيء معين ويفشل في إنجازه يصاب بالإحباط أو بخيبة الأمل .. أما عندما يعرف مسبقا بأنه غير قادر على القيام بهذا الشيء ولا يحققه لا يعني شيئا بالنسبة للإنسان .. فإذن هو اندفاع وثقة ليس تشكيكاً بقدرة الجيش ولا تراجعا عن دعمه واحتضانه والدليل أن عدد الملتحقين بالقوات المسلحة ازداد بعد تلك المرحلة .. وأنا أتحدث عن ما بين نيسان وأيار في تلك المرحلة تحديداً. كل شبر من سورية غال وثمين وكل بقعة تساوي في أهميتها وقيمتها البشرية والجغرافية كل البقاع الأخرى وقال الرئيس الأسد : في حديثي عن الوضع الميداني سأنطلق من الأسئلة المطروحة .. هل نتنازل عن مناطق .. لماذا نخسر مناطق أخرى … وأين الجيش في بعض المناطق لماذا لا يأتي … بالعرف السيادي والوطني والسياسي كل شبر من سورية هو غال وثمين ولا تنازل عن السيطرة عليه وكل منطقة بقيمتها البشرية والجغرافية هي كأي منطقة أخرى في سورية لا يوجد أي تمييز بالنسبة لنا هذا بالعرف و بالمبادئ ولكن الحرب لها شروط ولها استراتيجيات ولها أولويات .. ربما تختلف أحيانا أو تفرض شيئا مختلفا عما ذكرته.. المعارك والقرارات في القيادة يحكمها شيئان .. تحكمها أولويات القيادة وتحكمها الوقائع الميدانية .. أولويات القيادة بنيت على الحرب التي نخوضها حرب مشتتة عشرات الجبهات في كل الاتجاهات في كل الزوايا من دون استثناء .. في سورية نواجه عدوا تقف خلفه أقوى الدول وأغنى الدول وبنفس الوقت لديه امداد غير محدود بشرى ومادي وتسليحي. وتابع الرئيس الأسد : اذا فكرنا بأننا سنقوم بالانتصار في كل المعارك في كل مكان بنفس الوقت فهذا الكلام بعيد تماما عن الواقع ومستحيل وغير ممكن وهذا الشيء ظاهر كان منذ البداية بغض النظر عن تصاعد الأعمال القتالية .. لذلك كان لا بد من وضع أولويات هذه الأولويات .. سأتحدث عن أولويتين فقط وليس كل الاولويات الاولى هي المناطق المهمة لا بد من تحديد مناطق مهمة تتمسك بها القوات المسلحة لكى لا تسمح بانهيار باقي المناطق .. هذه المناطق تحدد أهميتها بحسب عدة معايير قد تكون مهمة من الناحية العسكرية.. قد تكون مهمة من الناحية السياسية قد تكون مهمة من الناحية الاقتصادية والخدمية. وأضاف الرئيس الأسد : في قرارات القيادة العامة دائما تكون هناك محاولة موازنة بين الأهمية العسكرية والمدنية لكل منطقة من المناطق ولكن عندما تتأزم الظروف ويميل الميزان لمصلحة الإرهابيين تصبح الأولوية العسكرية هي الأساس لأن التمسك بهذه المنطقة أو بتلك المنطقة أو البقعة من الناحية العسكرية يؤدي لاستعادة المناطق الأخرى .. أما فقدانها فيؤدي لخسارة كل المناطق .. لذلك في مثل هذه الحالة .. ربما نتمسك بمنطقة لا يعرفها الناس .. ربما تكون منطقة حاكمة أو تلة أو هضبة ولكن نخسر مقابلها منطقة لها صدى اعلامي وسياسي لدى المواطنين .. هذه هي حال الحق .. وتركيز الجهود .. عندما نريد أن نركز القوات في منطقة مهمة .. الذي يحصل أننا نأتي لنقوم بعملية حشد للعتاد وللمقاتلين في منطقة ولكن هذا الشيء يكون على حساب أماكن أخرى فتضعف الأماكن الأخرى وأحيانا نضطر في بعض الظروف لان نتخلى عن مناطق من أجل نقل تلك القوات إلى المنطقة التي نريد أن نتمسك بها. وقال الرئيس الأسد : هناك الأولوية الثانية هي حياة الجنود .. هؤلاء الأشخاص المقاتلون الأبطال كل واحد فيهم لديه “قد يكون أبوان زوجة أخوة أخوات وأبناء ينتظرون عودته سالما” فبمقدار اندفاعهم للقتال والتضحية بمقدار ما علينا أن نكون حريصين على حياتهم لكي ينفذوا المهام ويعودوا سالمين الى أهاليهم .. لأنه بمقدار ما البقعة الجغرافية أو الارض مهمة لنا بمقدار ما حياة المواطنين والمقاتلين والعسكريين أغلى من الارض .. الأرض تسترد أما الحياة فلا يمكن أن تسترد .. ونحن نقول دائما بأننا نسعى بالقتال للانتصار وليس للشهادة .. الشهادة قدر وليست هدفا .. الهدف هو الانتصار .. أما عندما تأتي الشهادة كقدر فلا يمكن أن نردها. وتابع الرئيس الأسد: أما الوقائع الميدانية التي تفرض نفسها خلال الأعمال القتالية فهي أولا العنصر البشري .. المقاتل السوري أثبت شجاعة وكفاءة ومهارة وقدرة عالية جدا باعتراف كل العالم .. هذا الموضوع منذ سنوات غير قابل للنقاش لا من قبل الأعداء ولا الأصدقاء .. لكن التفاوت بين الناس هو طبيعة بشرية .. يعنى هناك مقاتل أشجع من مقاتل هناك قائد أذكى من قائد هناك شخص أكثر كفاءة هذا التفاوت بين البشر نراه تفاوتا أحيانا في الأداء بين الوحدات والتشكيلات .. وهذا الاختلاف نراه أيضا أحيانا بين الإرهابيين الذين يقاتلون مقابلنا في أماكن مختلفة .. لذلك أحيانا نرى بأنه تحصل أخطاء .. طبعا في العمل العسكري تحصل أخطاء وقد يكون هذا الخطأ ولو كان بسيطا لكنه في مسار الأعمال القتالية مكلفا جدا ويؤدى لسلسلة من الخسائر .. هذه هي طبيعة أي عمل ولكن نرى نتائجه الجذرية في العمل العسكري.
التاريخ - 2015-07-26 11:03 AM المشاهدات 1025

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا