سورية الحدث
شهر رمضان هو شهر الإيمان والعمل لأن الأجر فيه مضاعف، وبما أن لكل شيء نهاية وخير كل شيء في آخره إذ فيه تدارك ما فات بالاستكثار مما هو آت، وكذلك رمضان فخيره في آخره فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ولذلك كان للعشر الأخير منه خصائص ليست لغيرها من الأيام.
مع حلول الايام الاخيرة من رمضان وقرب موعد وداع الشهر الفضيل يتسارع المصلون نحو المساجد التي تغص بزوارها في مختلف الأوقات، حيث يستمر سماع تكبيرات المساجد طوال الليل،
الشيخ أحمد الصيادي مدير أوقاف "درعا" للحديث عن فضل العشر الأواخر من رمضان وأجر ليلة القدر فقال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها، وفي الصحيح عنها قالت "عائشة" رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"، ومعنى أن النبي كان يشد مئزره أي يعتزل نساءه ويفرغ للصلاة والذكر فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليله بالقيام والقراءة والذكر».
وأضاف: «يمكن للمؤمن أن يمارس عبادات خاصة بالعشر الأخير من الشهر الكريم، ومن أبرز هذه العبادات التهجد (قيام الليل)، وهي العودة إلى المسجد في وقت متأخر من الليل لأداء الصلاة، يقول تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، ويقول أيضاً: (َأمن هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)».
وتابع مدير الأوقاف بالقول: «أهم ما يميز الثلث الأخير من رمضان هو احتواؤه على ليلة القدر التي تسبق أحد الأيام الفرادى منه، وهي أعظم الليالي وأكثرها فضلاً، يقول الله عز وجل: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، ولقد ورد الفضل العظيم في العبادة في ليلة القدر، فقد ذكر ربنا تبارك وتعالى أنها خير من ألف شهر، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
وعن ليلة القدر أيضاً يضيف مدير الاوقاف متحدثاً عن موعد حلولها: «اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أقوال كثيرة، فمنهم من قال إنها ليلة الحادي والعشرين من رمضان ومنهم من قال ليلة الثالث والعشرين ورأى آخرون بأنها في الخامس والعشرين أو التاسع والعشرين، والمشهور لدى الأمة أنها ليلة السابع والعشرين، والحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها».
وتابع بالقول: «إضافةً إلى ما ذكر من العبادات الخاصة بالعشر الأخير من رمضان فإن بقية العبادات تستمر وتتواصل في هذه العشر، ومن هذه العبادات قيام رمضان وهي صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في رمضان بعد صلاة العشاء، وهي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر».
وختم حديثه بالقول: «الأيام الأخيرة من رمضان هي بمثابة مسك الختام، فعلى المؤمن أن يحرص على أن ينهي هذا الشهر بالعمل والعبادة».
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا