صباحاتي للبلاد
في صوتي تغتسلُ البلادُ صباحاً
هل ذكرتُك اسمك حين قلتُ الصباح ؟!
وتمتلئُ الدروبُ بالأقحوان
وتغردّ العصافير
هل ذكرتُ صوتك حين قلتُ العصافير ؟!
يا حبيبي
ما نفعُ بلادٍ لم تُطبقْ علينا الجناح
لم تداعبْ أحلامنا بوردة
لم ترنا عصافيرَ الخمائل ، ومياهَ الجداول
وبدءَ الربيع ، ولونَ الأقاح
اليومَ أحتفلُ بهذا الضّياعِ لوحدي
أشعلُ فتيلَ قلبي ،
وأبرز رسمي المُهشّم في الهويّة
أجوب به شوارع مُدني الصاخبة بفوضى
حواسِك
كلّ الأماكنِ باتتْ غريبة
حتى أرصفةُ بلادي لا تمنحُ أقدام المارة إقامات طبية
ترى هل بات التّشظّي هويّة وانتماءً ؟!
هذه المرّة
لن أقفَ على الحافةِ
لِأراقبَ قلقي في الهاوية ،
سأكتفي بأن أدوزنَ صوتي على عزفٍ
مختلف
يروق قلقي و لا يروقُك
ترى
أيناكَ الآن من ضياعي ،
ومن هاوية تتسع لمجرّاتٍ ودمعي ؟
أين أنت ؟ لِأحذرك من تفاصيلِك الباهتة
من المنافي والنزوحِ ، والسجون
ومن ذكرياتِ مدنِك
وطيش نسيانكَ ، ومن دماءِ قمصانِك الكثيرة
حذارِ التّعثّر بألغامِ حزني
مازلتُ اخشى عليك الانكسار
أخشى امتداد حزني في شوارعِ روحِك التّاهة
ياحبيبي
ماجدوى أن تكونَ قصيدةً لا تُغنّى بصوتي
ورسمَ خارطة في جوازي
وعنواناً يضيعُ بين زحمة أوراقي حين أعبرُ به أخر الحدود
غداً يُؤرخُ لجرحي
وسأبقى أمشي نحوك عليه ، ففي صوتي تغتسلُ البلادُ كلّ صباحٍ
ومازلتُ أعنيكَ حين أقولُ الصّباح
.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
