شبكة سورية الحدث


نوبة فنية تحوّل أرصفة اللاذقية  .. الى لوحات جميلة

نوبة فنية تحوّل أرصفة اللاذقية  .. الى لوحات جميلة

 

بشغف حلم الصغر الذي لم يتحقق بَعد، وبطباشير ملونة وفحم ورصاص، يحوّل الفنان محمد صبح الأرصفة العارية الباردة التي يمر بها إلى لوحة تضج بالحياة والجمال في “نوبة فنية” تحوّل حجارة الرصيف لما يشبه قطع فسيفساء تجتمع لتشكل لوحة تسترق الأنظار وتستقطب الأذواق لترتقي بها.

في مدينتي اللاذقية وجبلة لوحات متنوعة على أرصفة هنا وأرصفة هناك، بعضها لا يزال يحن للعصور الوسطى وينبض بالكلاسيكية، فيما بعضها الآخر يحاكي الموضة، بعضها يعكس اليأس والرغبة بالهروب من الواقع، فيما آخر ينبض الحياة والأمل.

رسوم مختلفة، عبثية، حرة، وليدة الفكرة واللحظة سرعان ما تتدحرج من الخيال لتتربع على عرض الرصيف، لذلك أطلق عليها صبح اسم “نوبة فنية”.

عن “نوبة فنية” قال صبح (31) عاماً لتلفزيون الخبر: “انطلقت نوبة منذ عام ونصف، من خلال الرسم على بعض الأرصفة الحجرية في اللاذقية وجبلة وقد لاقت الرسومات استحساناً من الأهالي الذين كانوا دائماً يشجعوني”.

وأضاف صبح: “أتمنى أن انطلق بنوبة فنية إلى بقية المحافظات لكن انتشار فيروس كورونا جعل التنقل محدوداً هذا الصيف، لكني آمل أن أتواجد خلال الفترة القادمة على أرصفة باقي المحافظات”.

وأكد صبح أنه “رسم أكثر من 90 لوحة على الأرض بتمويل خاص من رسم بورتريه للأصدقاء أو المتابعين بمبالغ رمزية”، مبيناً أنه “في معظم الأوقات يرسم بمفرده، إلا في بعض الأحيان يدعمه أصدقاء بوجودهم بقربه وحتى بتجربتهم معه بالتلوين أو بالخطوط”.
صبح الذي كان يحلم مذ كان صغيراً أن يصبح مصمم رسوم متحركة أو ألعاب لم يترك صبح حلمه الصغير معلقاً على شريط السنوات والأماني، إذ أوضح أنه “عمد إلى الاستفادة قدر المستطاع من المعلمة هيام سلمان مديرة جمعية (ارسم حلمي) التي وصفها بأنها كانت ملهمته خلال المرحلة الابتدائية”.

وأضاف صبح: “كان لدينا جميعا أحلام عندما كنا صغاراً، ربما لم تتحقق بالشكل الذي رسمناه في خيالنا، لكن انطلاق نوبة فنية هو حقيقة بالنسبة لي وما تبقى من حلمي”.

وتابع صبح: “نوبة فنية" محاولة لطرح سوق عمل على غرار مورال ارت، وهو رسم جداري مشابه للرسم الجرافيتي لكنه لا يعبر عن الشيء الشخصي بل عن المكان نفسه سواء منظمة ثقافية اجتماعية إنسانية اقتصادية خاصة أو عامة”.

وأشار صبح إلى أن فكرة اللوحة التي يرسمها “لحظية كما المادة المستخدمة في الرسم سواء كانت طباشير أم فحم أم رصاص”، مضيفاً: “أنا أؤمن بأنه لا جدوى من التفكير عندما يكون الأمر متعلقاً بالإحساس، أنا أعيش تلك اللحظة مع نفسي لتنعكس للآخر عبر لوحة أرضية قد تكون مفعمة بالايجابية أو السلبية”.

صبح الذي لا يملك من شغفه بالرسم سوى حفنة من طبشور وفحم ونوبات فنية تعصف بأفكاره، يتطلع بحسب قوله “لإحياء الفن التراثي في لوحات جدارية أو أرضية وترتقي بالذوق البصري وتأخذ بأسوار الشوارع والساحات إلى عالم من الجمال الفني”.

لكن حتى ينتقل صبح للجداريات والرسم بالألوان الثابتة التي لا تمحى من أول مطرة فانه يحتاج للتمويل المادي، إذ قال: “أنا وغيري الكثير من الشباب الواعدة في هذا المجال لا ينقصنا سوى التمويل المادي لإحياء الفن التراثي والمكاني “.

التاريخ - 2020-09-01 12:48 PM المشاهدات 1477

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم