شبكة سورية الحدث


كتبت نهايته على يد زوجته...والحقيقة يكشفها ابن الأربعة سنوات

خاص -  كتبت نهايته على يد زوجته...والحقيقة يكشفها ابن الأربعة سنوات بقلم : رولا نويساتي  لم تكن(رحاب) ابنة السبعة وعشرين ربيعاً تطمح بأكثر من سقف وأربعة جدران تؤويها مع زوج يصونها ويحميها, فأحلام (رحاب) لم تكن أكثر من ذلك لأنها تطلب السترة ولا شيء غير ذلك, ولهذا فلم تتردد في قبول أول عريس دق بابها وهو (عماد) الذي برع في رسم أروع الصور لذلك الحلم بعدما عرف المفتاح الذي يدخل به باب قلبها من خلال أحد أقرباءها الذي يعتبر من أصدقاءه المقربين.   رضينا بالهم والهم ما رضا فينا                                   مضى وقت قصير على زواج (عماد) من (رحاب) والذي عاشت خلاله مع زوجها في غرفة صغيرة ومنافع في منطقة القزاز بريف دمشق, ورغم افتقاد المنزل لأدنى مقومات الحياة الصحية إلا أن (رحاب) كانت تكابر على تلك العيشة الصعبة, مع محاولتها عدم التذمر أمام زوجها الذي لم يكن يكترث لمعاناتها أصلاً كي لا تزيد العبء على كاهله, ومع إنجاب (رحاب) الطفل الأول زادت عدم مبالاة (عماد) بعائلته الصغيرة على عكس ما كان يفترض, لتنقلب حياة (رحاب) رأساً على عقب بعد معاملة زوجها لها بشكل قاسي وغير مبرر, نتج عنها العديد من الشجارات التي كان (عماد) يحاول افتعالها بين الفينة والأخرى, حتى يتثنى له الغياب عن منزله لساعات طويلة دون تبرير وجهته أمام زوجته, لتكتشف (رحاب) مع مرور الزمن بأن (عماد) ذالك الفارس الذي اختارته لتكمل بقية حياتها معه ليس إلا زير نساء بكل معنى الكلمة, وذلك أثناء أحد الشجارات الذي نشب بينهما بعد ما أقر لها بلسانه, بعلاقاته الغرامية والجنسية التي يقيمها مع عشيقاته.   شكوى وتهديدات دون جدوى   صراحة (عماد) الجارحة فاجأت (رحاب) وأشعرتها بالذل والقهر, وقررت على أثرها الذهاب إلى منزل ذويها لتشكي لهما ما تعرضت له من سوء معاملة على يد زوجها, وما لحق بها من إهانات جراء تصرفاته الرعناء, الشيء الذي أغضب شقيقها (وديع) ودفع به لينتفض ويبدأ بالتهديد والوعيد بالانتقام لها, لكن سرعان ما تدخل الأب وحاول تهدئته, وإقناع (رحاب) بضرورة العودة إلى منزلها وحل مشكلتها عن طريق التفاهم مع زوجها خوفاً من وصول الأمر إلى نتائج لا يحمد عقباها... وضعت (رحاب) (على الجرح ملح) وعادت إلى منزلها محاولة تطبيق نصائح والدها لها, لكن أمورها مع زوجها بقيت تأخذ منحىً تصاعدياً في ظل ذاك النوع من الاستخفاف والإذلال, ما جعل (رحاب) دائمة التوتر حتى مع غياب زوجها عن المنزل, حينها لم تجد (رحاب) وسيلة سوى الضغط على (عماد) بطلب الطلاق منه, فأظهر الأخير نوعاً من التراجع عن تصرفاته موهماً إياها بأنه سيطوي تلك الصفحات المشينة من حياته, حرصاً على بيته وولده (وسيم) الذي أصبح بعمر الأربعة سنوات.   خطة فاشلة   سارت الأمور داخل المنزل بشكل أكثر هدوءاً من سابقاتها, لكن (عماد) الذي بقي يتصرف كالمراهقين اختار نهاية مؤلمة له ولعائلته الصغيرة التي لا ذنب لها سوى أن اختار القدر لها زوج وأب تحكمه غرائزه وشهواته الحيوانية, وذلك عندما عاد (عماد) إلى منزله مبكراً على غير عادته, وأخبر زوجته بأنه قرر السهر وإياها عند أحد أقربائها, وأثناء تجهيز نفسهما رن هاتف (عماد) الخليوي فتذرع بأن أحد أصدقاءه يريده بأمر ضروري وعاجل, عندها طلب من زوجته أن تسبقه ريثما يلتقي بصديقه وسيلحق بها دون أن يتأخر... مرّ الوقت ثقيلاً على (رحاب) أثناء جلوسها عند أقاربها, ومع انقضاء عدّة ساعات وعدم حضور زوجها, انتابها شعور بالقلق, لتبدأ الهواجس ترسم لها الكثير من الكوارث التي من الممكن أن تكون قد أصابت زوجها, وخاصة بعد أن اتصلت به وكان هاتفه خارج التغطية.   الشعرة التي قسمت ظهر البعير   تذرعت (رحاب) بأن زوجها اتصل بها وأخبرها بضرورة عودتها إلى المنزل لأمر طارق, حيث غادرت منزل أقاربها باتجاه منزلها بصحبة ابنها الصغير, وما إن وصلت إلى المنزل ومع خطواتها الأولى داخله سمعت صوت قهقهات وكلمات غير مفهومة منبعثة من غرفة نومها, كاد الدم أن يجمد في عروقها على أثر ذلك, فما كان منها سوى أن انسلت بهدوء لتفتح باب الغرفة, لتشاهد ما لم يكن بالحسبان فقد كاد أن يغمى عليها من أثر الصدمة, عندما رأت زوجها مع فتاة في العقد الثاني من العمر وعلى سريرها... حاول (عماد) لفلفة الأمر سريعاً وإخراج الفتاة من المنزل قبل أن تصطدم مع زوجته, التي انزوت في الغرفة المجاورة وبدأت بالبكاء دون أي ردة فعل تذكر, ليبدأ (عماد) بالاعتذار لها مخبراً إياها بالندم الشديد وبأنها مجرد نزوة, واعداً زوجته بأنه لن يعود لفعل ذلك مجدداً أبداً... لم تستطع (رحاب) أن تغفر ذاك التصرف الشنيع لزوجها من جديد, وإنما باتت ليلتها تفكر بالانتقام لكرامتها دون إظهار ذلك.   قتل بهدف الانتقام   في مساء اليوم التالي قامت (رحاب) بعمل فنجاني قهوة كما هي العادة, وأثناء ذلك وضعت السم في فنجان (عماد), كانت قد اشترته صباح ذات اليوم بعد خروج زوجها إلى عمله, و ما هي إلا دقائق بعد أن شرب (عماد) قهوته حتى بدأ يشعر بألم في بطنه, ورويداً رويداً بدأ الألم بالازدياد وأخذ (عماد) بالصراخ من شدة الألم والاستنجاد بزوجته, ما أيقظ طفله (وسيم) الذي سأل والدته عمّا أصاب والده, فأشارت له بضرورة الرجوع إلى غرفته فوراً والعودة للنوم دون أن تجيبه عن تسائله, لم يمضِ وقت طويل على تأوه (عماد) من شدة ألمه حتى سقط دون حراك, معلناً انتهاء مشوار حياته المملوء بالمحرمات... لم تدري (رحاب) ما الذي يجب أن تفعله بعد قتلها لزوجها فما كان منها سوى الاتصال بشقيقها (وديع) حيث طلبت منه أن يأتي على عجل, ورغم استهجان (وديع) للأمر إلا أنه لبى نداء شقيقته ليشاهد (عماد) جثة هامدة.   ابن الأربعة سنوات يوقع بالمجرمين   بعد سماع (وديع) لما حدث مع شقيقته, بدأ يفكر عن كيفية الخلاص من تلك المصيبة, ومع ارتباك شقيقته وخوفها الشديد من تداعيات الأمر إذا ما استيقظ طفلها التي كانت تعتقد بأنه نائم, كان لا بد من الخلاص من جثة المغدور بأسرع وقت ممكن, فما كان من (وديع) سوى نقل جثة صهره إلى أحد البساتين القريبة في منطقة القزاز, ليقوم باليوم التالي بتقديم شكوى بصحبة شقيقته عن فقدان صهره, دون أن يدركا بأنهما قد كتبا بداية نهايتهما بأيديهما... فمع بدء التحقيقات أنكرت (رحاب) وشقيقها معرفتهما بمكان وجود (عماد) أو عن أي خيط ممكن أن يدل على ذلك, إلا أنه مع تفتيش منزل الضحية وتوسيع التحقيقات, تم العثور على عبوة تحوي على مسحوق شديد السمية في مطبخ المنزل, كما تم استدعاء الطفل (وسيم) للتحقيق, والذي كان بمثابة الخيط الذي كشف تفاصيل تلك الجريمة النكراء, عندما أدلى بشهادته بأنه رأى والده يصرخ الليلة الماضية بعد شربه القهوة مع والدته واستيقظ على أثرها, وبذلك لم يعد أمام (رحاب) سوى الاعتراف بجريمتها بعد أن ضاقت بها الدنيا من أفعال زوجها المشينة, لتقوم بتمثيل الجريمة أمام القضاء, إضافة إلى اعترافات (وديع) بتهمة مساعدة شقيقته في الخلاص من جثة صهره, ليتم تسجيل أقوالهما وتنظيم الضبط اللازم بحقهما ومن ثم إحالتهما للقضاء لينالا جزاءهما العادل
التاريخ - 2015-05-30 1:36 PM المشاهدات 1244

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا