سورية الحدث الإخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري
خرج خلال اليومين السابقين في مدينة السويداء مجموعة من المتظاهرين ينددون بتردي الوضع الاقتصادي وارتفاع الصاروخي للدولار وانعكاسه على أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي جعل العديد من المحلات التجارية تغلق أبواب محلاتها...محملين ذلك لفشل الحكومة وأدائها السيء وانتشار الفساد والترهل في مكافحته والفلتان الأمني الواضح.
لكن السؤال الذي طرحه الشارع وعبر عنه بالموقف أن تلك الاحتجاجات على الوضع المعيشي في "السويداء" محصورة في بضع من الشعارات المطالبة بالعيش الكريم، لماذا غير المتظاهرون شعاراتهم.؟
وهذا الذي بات واضحاً أن هناك سم واستغلال ممن يرتهنون للأجندة الخارجية ويحاولون إعادة الوضع إلى ما بدأ مع الأزمة السورية في شعارات وتظاهرات مخالفة للنهج الوطني الذي خطته السويداء بتاريخها ونهجها الوطني القومي المتواصل...مؤكدين على قول القائد الدكتور بشار الأسد أنها الصخرة الأقوى ولن تتنازل السويداء عن ذلك الحق لها...
لعل ما قام به المتظاهرين من أمام مبنى المحافظة نحو الشارع المحوري مروراً بشارع البلدية رافعين بدايةً شعارات تطالب بتحسين الوضع المعيشي وهو مطلب بات ملحاً في ظل تردي الوضع الاقتصادي وعدم قدرة العديد من الاسر على تأمين مستلزماتها اليومية, بالإضافة الى الوضع الامني المتردي في المحافظة، ولكن تلك الشعارات تحولت وبفضل بعض العملاء المتربصين لتشويه تاريخ السويداء وموقفها الوطني مع الجيش والقائد، إلى عبارات تحمل المطالبة بالحرية والمناوئة للسلطة واسقاط النظام وغيرها من الهتافات...
الشارع في السويداء والذي أكد العديد من أبناء السويداء لسورية الحدث الإخبارية أن المسار بدا واضحاً ومخالفاً لما هو مطلوب والشعارات والتوجهات لا نتفق معها باتتاً، ولا تعبر عن رأي أهالي السويداء، لأن دماء شهداء والجرحى والمخطوفين مازالت آهاتهم حاضرة ودموع الأهل لم تجف بعد، ويكاد لا يخلو منزل إلا وقد أصابه شيء ما يذرف فيها الدمع والأمل للخروج من هذه الأزمة التي طالت الحجر والشجر لابد من وجوده، وبقدر ما كانت دموع الحزن والفراق محزنة ومؤلمة بقدر ما عبرت عن ثقافتها الجمعية اتجاه وطنها وقائدها والذاكرة لم ولن تنسى النسوة اللواتي دفعن بست من أبنائهن شهداء في سبيل الوطن وكرامته، ونخوة الشيوخ والأبطال في معارك الثعلة والقرى المنطقة الشرقية وطرد الدواعش وما زالت حاضرة، فهل دماء هؤلاء يذهبون في شعارات المغرضين والفاسدين والحاقدين على الوطن، وقد لمس الشارع أن هناك أموال خارجية تدخل بغرض الاساءة وتدمير البلد وليس بهدف الخلاص والعيش الكريم، ولهذا من خرج من شبابها اليوم لا يمثلون فئاتها الاجتماعية والوطنية والثقافية، وأهالي السويداء تطالب الجهات المعنية بأخذ دورها في وضع حلول ناجعة للوضع الاقتصادي والأمني.
وقد عبرت أهالي السويداء عن رأيها وإدراكها للقانون الجائر الذي تفرضه أمريكيا ومن وراءها الصهيونية ومدى انعكاسه على الوضع الاقتصادي الهادف إلى إخضاع الدولة السورية للإملاءات الخارجية, معتبرين من يقف وراء ذلك مستندين على الاكاذيب والخيانة.
ومن خلال ما نشرته بعض مواقع التواصل الاجتماعي المعبرين عن سخطهم مؤكدين أن المظاهرات يحكمها قانون وهي حق لكل مواطن لكن شريطة ان لا تخرج عن الآداب والخطوط الوطنية.
بدوره المهندس همام دبيات محافظ السويداء بين بمقابلته مع راديو المدينة اف ام : انه يتم التواصل مع المحتجّين، للاستماع إلى المطالب المنطقية مشيراً الى ان هناك من يخرج عن الإطار العام . ويتم التواصل مع الجهات المعنية لمتابعة هذا الأمر.
أخيراً يمكن القول أن أهالي السويداء يطالبون بتحسين الوضع المعيشي والحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتوفير الأدوية للازمة، وانتشار الأمن والأمان على ساحة المحافظة، والعمل على تمكين اللحمة والتلازم بين القائد والشعب، مع الضرورة إلى مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين يقيناً أن الانتقاد الموجه ضد الحكومة وما قدمته من إنجازات هزيلة، وضعف مجلس الشعب ومطالبه المتواضعة قياساً مع صمود الشعب السوري وجيشه، ولكن الأهم أننا نجوع ولا نفقد وطننا وكرامتنا... مستذكرين حينما زار السويداء الراحل الكبير جمال عبد الناصر قالوا له أهالي السويداء: هات سلاح وخوذ رجال، بينما غيرها من المحافظات قالوا له: بدنا ناكل يا جمال...
واليوم نكرر ما قاله أهلنا....ونعزز ما قيل عن السويداء أنها الصخرة الأقوى....
تاريخ السويداء يشهد أننا لا نموت إلا واقفاً كالسنديان....وقد جاع أهلنا في الماضي حينما كافح ثوارنا المستعمرين العثماني والفرنسي واليوم نجوع لمكافحة أمريكا والصهيونية وما يلف بدائرتهما ولكننا لا نفقد الكرامة والوطنية والوطن....
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا