شبكة سورية الحدث


أقبح الذنوب بقلم رند عليا

أقبح الذنوب بقلم رند عليا

من أقبحِ الذُّنوبِ الّتي ارتكبتُها عندما كنْتُ طفلةً كسري بيضةَ حمامةٍ بداخلها جنين حينَها بكيت فرميتُ بها إلى قطَّةِ جارتنا لأخفيَ ذنبي ،تناولُ القطّة صغيرَ حمَامٍ شبهَ مكتملٍ وبسببي لايزالُ كابوساً عند رؤيتي فراخَ هذهِ الطّيورُِ
إلى اليومِ هذا يُصابُ قلبي بالخزيِ عند تذكُّر تِلك الحادثة لكنَّني أيقنت أنَّ هذا ليس بذنبٍ أمامَ اعتقادي أن الظّلام والبرقَ هما أكثر الأشياء رعباً في الأرض ؛
وأنَّ أقبح إجرامٍ هو سرقة قطع الشُّوكلا من شقيقتي ؛
كسر زجاجة وعدم إخبارِ أمي كان يكفيني لأختبئَ خلف الأريكة طيلة النّهار حتَّى لا تراني وتخبرها عينايَ بما فعلتُ ،
كنت أدعو لله كي لا يُمسك شرشبيل بالسّنافر وأنتظرُ اليومَ الذي سيعود به كونان إلى شبابِه
المنزل الذي كنّا نرسمه بشبابيك على شكلِ مربّع وبداخله إشارةُ "زائد" اعتقدته باهظَ الثّمن وأمّا الحب فهو القلب الذي بداخله سهم ذهبيّ
لطالما ابتسمت عند النّهايات السَّعيدة في أفلام الكرتون التي تنتهي بزواج الأميرات؛ لم أتوقّع يوماً قطّ أن هنالك نهاية حزينةٌ ؛
كانت أشدّ أحلامي هي الاختفاء مثلَ داني الشبح والعيش في كوخ صغيرٍ كبياض الثّلج ،
الكثير من الأمور التي زُرعَت في تلافيف دماغي غير قابلةٍ للمحوِ أو النّسيان 
ربّما ليست تلك الأمور بذنوب حقيقية لكنها جرائم بحقِّ أنفسنا في هذا الزّمان
أنا على يقين كل تلك الطّهارة والبراءةِ كانت لدى الجميع 
لكنَّ الحقيقة أنَّ الذنب الأكبر والذي لن نُسَامح عليه هوَ تبديل غيوم الإسفنج الورديّة التي كانت قطعاً من أرواحنا بشواهدِ القبور هذهِ
#رند_عليا

التاريخ - 2020-05-01 10:29 PM المشاهدات 1302

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم