محمود حمادية
عزيزتي أمل..
هذا الوقت يمضي.. قالوا أنه سيمضي..!
الدقائق.. الساعات.. الأيام.. و السنوات.. كلهم ماضون..
لكن ليس بلطف.. و لا حتى مرّةً وااحدةً لعينة..
لقد كان عاتياً أهوج.. أخذ معه بتلات أحلامي و ثمار أمنياتي.. سرق ذاك الطفل الصغير الذي بداخلي و أمر بإعدامه على مرآى عيني!
نعم لم يكن وديعاً صدقيني..
سحقت أقدام ثوانيه و عجلات ساعاته وردات آمالي اليافعة حتى لم يبقى منها سوا الأشواك..
إنه يمضي يا عزيزتي و كأني أسقط من ارتفاعٍ شاهق في فضاءٍ أسود مضمحل حيث لا يخالجني من الشعور سوا الخوف من الارتطام..
لكني قوي رغم كل شيء بطريقة عصية عن الإنكار ..
فأنا أقف دائماً و أواجه جيشه العتيد بصوت فيروز الذي يترنّم عالياً على ألحان أصابعي التي لم تكفّ يوماً عن عزف الكلمات..
و حين يلقي بي على قارعة الليل لألتقط أنفاسي.. كنت أرقع روحي المهترئة بتراتيل دعوات أودعها في سماء الكريم.. و أخيّط بوعودي أحلاماً جديدة بالأزرق رغم رمادية الواقع و سواد الحرب التي مررنا بها..
أما مشنقة الزمن التي علقوها لطفلي الصغير.. كسرتها و استعدته إليّ..! فمحاولات الأيام البائسة لسرقته و قتله ضعفت أمام عتاد روحي..
نعم يا عزيزتي.. لست من الذي يحبون أن يرثا تشتت حالهم.. فأنا أعتى من الجبال صلابةً و لا يمكن للأزمات مهما اشتدت أن تزعزع ثباتي..
و أثناء سقوطي المستمر تعلمت الطيران.. فأنا أحتصن بخيالي النجوم كلّ يوم..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا