بعد لقاءٍ دام لساعاتٍ عديدة..
خرجنا بخطوات متثاقلة من تلك الحديقة الخضراء،وكلّ منّا ينظر بشكلٍ مستقيم للأمام..
لم يجرؤ أحدنا أن ينظر في عيون الآخر بعد ما دار بيننا من حديث..
وقفت فجأة ووضعت يديّ في راحتِه..شبكت أصابعي بأصابعه وشددت عليها..
أدرت وجهي بجهة الحديقة.. وشددت أكثر وأكثر على راحة يده وقلت:
"أنظر كيف أنّ العصافير سكتت..والأزهار بهتت ألوانها..
أوراق الأشجار بدأت بالاصفرار.. الفراشات أصبحت بلا ألوان..
والأولاد.. الأولاد لم تعد تصدر أصوات الفرح وضحكاتهم اختفت.. لم أعد أسمع ضحكاتهم ولم تعد الفتيات تلعب لعبة "الحجّة" في منصف الممشى..
لقد بهتت الحياة في نظري..لم أعد أرى البهجة فيها..
وذلك المقعد الخشبيّ الذي جلسنا عليه لتوّنا.. انظر لقد نسيت قلبي تحته..
نسيتُ عواطفي وحبّي..نسيت أحلامي الوردية وأملي..
لقد نسيت أملي بتلك العلاقة..
كان لديّ أمل وحيدٌ فقط عندما انتبهت أنّني نسيتُ قلبي تحت المقعد..
كان أملي الوحيد أن تعود يوماً وتجلس على ذلك المقعد،وتنتبه لقلبي البائس المرمي..
أملت أن يُطرق بابي يوماً لأراك تحمِل قلبي وتعيده إليّ،وتعيد لي عواطفي وحبّي وأحلامي الوردية وما تبقى من أملي.."
أفلت راحة يده واتجهت نحو الخارج ...
خطواتي كانت متثاقلة وقلبي يخفق بسرعة كبيرة...
سمعت صوته من بعيد يناديني وبدأ بالاقتراب..
وقف أمامي ونظر مباشرة في عيوني ، قدّم لي وردة صفراء متفتّحة وزرعها بين خصلات شعري..
وقال بصوته الثخين :
"أحمل في يدي قلبك، وحزمة عواطفك وحبّك وأحلامك الوردية وأملك.."
مدّ راحة يده أمامي وتابع قائلاً:
"إن كنت تريدين استردادهم فاشبكي يدكِ بيدي ودعينا نعيد للحياة حقّها،دعينا نعيد لها بهجتها.."
#جودي_صخر_حيدر
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا