شبكة سورية الحدث


قصة قصيرة في زمن الكورونا بقلم الأديب سامر المعاني

قصة قصيرة في زمن الكورونا بقلم الأديب سامر المعاني

( على لسان كاتب )
قصة قصيرة في زمن الكورونا 
بقلم : سامر المعاني _ الأردن.
............. 
يعتصر نيسان كل الغيوم التي ترملت من بقايا الشتاء فما بالها تلهث في الرحيل عنا.
عند الساعه الثانية  مساء تلقيت هاتفا سريعا  سلام وكلامات معدودة كما لو كنت رجلا مزعجا اتهجأ معرفتي بالمتكلم ونحن نتعمد الكتابة منذ سنوات عديدة و صداقة كبيرة  بيننا ترويها اوقات السمر والجلسات الشاعرية التي  كانت كفيله بان تمتاز علاقتنا بخصوصيه وثقه . ان ما  يلفت نظر اي شخص  اليها دوما توترها  وقلقها المستمر من الاحداث وكثير من الازعاجات التي تحاط بها فقد كانت شديدة الجمال والجاذبية المخملية لكنك لا تستطيع ان تبحر حتى تهيج امواجها .
طلبت مني ان ادير لها حفل توقيع كتابها الموسوم ( الحب في زمن الوباء ) وقد استهلت روايتها  بكلمات قد كتبتها أنا في كتابي اصداء السكون ( لا تقدم يدها لتصافحني تخاف ان يشار اليها بالحب رغم انها تصافح الجميع ).
  لم اتردد بالقبول ولم اسأل عن سبب الطلب مني متأخرا غير انني سالملم معرفتي عنها وعن  الرواية كمن هو بالصحراء يلهث باحثا عن ماء.
كان الوقت اقصر من ان  تدون حتى  خطوط وسطور عريضة غير معرفتي بالمشاركين الذين اعرفهم معرفة جيدة  ، كما انني اريد تجهيز نفسي للوصول  عل  الموعد .
كنت كثير الاتصال بها بين اتصالها وموعد الحفل فتوتري يقابله ابتسامات وضحكات وكانها تعمدت هذا .  
حين وصلت عتبات المكتبة العامة للمدينة كنت قد بدأت رحلة القلق الحقيقي حيث الجمهور الغفير والأمر الأكثر صعوبة علي هو اناقتها وجمالها الباهر الذي كان يتحدى كل مكنونات وجداني.
بدأت حديثي بالشكر لمن تواج وشارك  ومباركا لها ، واخذت اقلب الرواية وقرأت في صفحة الاهداء  وكنت اجهل كل شيء في عتبات وتفاصيل الرواية من قبل ذلك حيث كانت قد كتبت (( ما كل هذا العشق في خجلك حين تكلمني ابحث في صميم اللغة لا اجد غير الحب فيك يكلمني وانت تهرب مني كي تقولها للمدى الست احق الناس بسماعها )).
الى هنا انتهى الاهداء وسارت مني الحياة  واستيقظت على جرس الهاتف واذ بها تحدثني:
 اسمعت الاخبار؟ قلت لها ماذا حصل ؟
قالت : تم اصدار قرار بتعطيل الحياة العامة بسبب وباء كورونا وعليه لن يكون اليوم حفل توقيع سنؤجله الى اشعار اخر .

التاريخ - 2020-04-04 9:16 AM المشاهدات 1349

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا