قديماً بقلم الكاتبة تسنيم سلطان حومد

قديماً ..
كنت فتاة تقتطع من 
جلدها نعالاً تعبّد بها ماقد تآكل في ثقوب ظهر الطريق..
كما يُرقّع الوطن الآن أحلام الشباب المملوءة بالصدأ.. 

قديماً ..
تعلمت أن أصلي بصمت، وأغلق جميع المنافذِ من حولي 
خشية أن يتسربل حب الإله من أناملي ..
لكن لم أكن أعرف أنوثة صوتي إلا عندما تبللت شفتاي بالدموع وأنا على الشرفة أرتل بإسمه..

قديماً..
لم أكن أملك القدرة على الاختباء 
ولا لعبَ الغميضةِ مع صديقاتي 
كنتُ أخافُ أن تصير اللعبة حقيقة وأبقى بمفردي..
اليوم أتقنتُ الإختفاء بشدة 
وأفلتُّ جميع الأيادي التي كانت تدفعني للغرفِ المنعزلة 
اخترتُ الوحدةَ منديلاً علّقته تحت عيني أعصره كل صباح..

قديماً.. 
كنتُ أعبثُ بأقلامِ ملون الشفاه بدمجِ ألوانها فوقَ شفاهي مستعينة بالمرآة، لأكسب لون الزهر الضعيفِ فيهما.. 
اليوم لا أحد يسألني إن كنت أحتاج شيئا، فماعدت أخشى من وضعِ أحمر شفاهٍ غامقٍ 
أنا الآن ممتلئةٌ بالقوة..

قديماً.. 
كنتُ أنهي عملي لتستقبلني الأيادي الحنونة، تربتُ على كتفي، وتنزع عني قمصان التعب..
لكن مومياء الزواج صار شبحاً يطاردُ ظلي، وأفواه مزايا الحب العصري تصرخ في وجهي، لتوقعني في المصيدة.. 
فأعمل عشرينَ ساعة
لأجمع ثمن الكفن...

Sanooma H Ssultan