نورهان المرمور
لقد امتلأت حد الجفاء والجفاف......
أخذ الحزن شكلاً آخر، أصبح يبارزني بسمّه الأكثر فعالية، بدأ ينهش ما بداخلي دون أن تذرف لي دمعة واحدة، يغرقني ببحر همومه فأختنق متنفّسة، أضحك وبي ألمٌ تعجز الضاد عن وصفه، تتفتق الجروح دون أن تنزف، يقف الدم مصلوباً في الشرايين حتى يكاد القلب أن يشعر بالهجرة عن هذه الجثة الحية.
الأطراف عاجزة عن الحركة والجسد شبه مشلول والرأس مائل إلى الجانب الأيسر قليلاً.
الشفاه يابسة، والعينان غائرتان مثبتتان إلى اللاشيء، وأنامل الكف فاقدة للوعي؛ حتى المسامات سُدَّت من تكدّس الغبار فوقها؛ هذا شخصي الحقيقي من الداخل، جثة حية تشعر بالألم رغم جفاف الحياة ، الألم لا سلطان عليه ماإن تسقط قطرة منه حتى تلوث بياض الدلو إلى سوادٍ قاتمٍ لونه.
في سويعات الليل الأخيرة يبدأ هذا الطيف بالظهور وكأنّه يستنجد قائلاً لا تنساني لا تتركني على حالٍ شبه ميتة، كم لبثتُ على انفصالك عنّي حتّى بتُّ حملاً ثقليلاً على كاهلك، نهايتك عندي أنا حقيقتك الوحيدة، أعدني على فطرتي، أعِد رونقي وشبابي المبعثر في أرجاء المكان.
قشعريرة الجسد التي تراودني بين الحين والآخر ماهي إلا صدى صراخه من الداخل......
كنهرٍ غاضب هو، وكسدٍ عالٍ أنا
لا هو طليق السراح، ولا وجهي الآخر يرأف بحاله.
n.m
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا