أيقظ شعورها بالألم شبه قوة جرح يسيل دما في قلبها ويشوهه على هيئة نحيب في اللحظة المعهودة للذكريات، وهي تعظ على الشفة بغصة وعلى أصابعها في حين آخر بسبب التوتر رددت أعشقك بعمق الرسالة المبللة بغصتي من خلال النحيب:
لا أريد لقلبي كفن مغمس برائحة الخذلان المميت ..
لا أريد لمسامعي كلامآ اعتراه الخداع ..
أصد كل محاولة سقيى لروحي ..
لا أريد لها أن تروى بماء أساسه ذرتي خبث من كلمتين ..
وذرة زائفة من ابتسامة ..
من حقي أن أعيش عالمآ لاتجبرني ظروفه لأغير مزاجيتي ..
فالنبض في الأعماق مل من التعب ..
محاجر عيناي يئست من الدموع ..
المقل استسلمت لتهشيمها أيضآ ..
اليدان مرتعبتان تخشيان مصافحة الأقارب خداعآ ..
والبعيدين لطافة ..
فكيف حالهما مع الغرباء ..
نويت المسير في طريق عنوانه "عدم الثقة في الناس"
هذا وإن طبق عليهم وصف الإنسانية ..
ليس ذنبي .. نعم ليس ذنبي ..
أشعر بأن نفسي تنتعتني بالخائنة المذنبة ..
بأن خنتها هي ووالفت للآخرون ..
تقول تبآ لهذا الجسد اللعين ..
عذرتها واحتضنتها ولملمت بعضي على نفسي ..
أبت احتوائي هي أيضآ ..
قالت عليك دفع ضريبة التعذيب ..
نعم أحسست بها ..
كوني لم أصنع لها سعادة بل قدمتها للصديق ..
قتلتها وزرعت نبضها الدافئ في خافق العابرون ..
أهملتها وأقسمت بأن أهتم بالحبيب ..
وبعد فوات الأوان تنبهت لفعلتي الكبيرة ..
لجريمتي بحق مشاعري ..
ولأني لم أجد جلادآ يعاقبني على فعلتي ..
نويت القيام بأمر القتل بنفسي ..
سجنت أنا في غرفة جدرانها تشققت وتصدعت من صراخي .
نعم أحسست بذلك ..
زودت قلمي بحبر المآسي والدموع واعتليت مسرحآ خاصآ بالمجانين ..
والمتفرجة كانت نفسي وبعضآ من الجماد ..
مسرحآ أرتل به ترانيم أحزان ..
ترانيم كتبتها بيدين مبتورة وعزفتها بروح أضنتها التأوهات الموجعة ..
شعرت بأني سقطت دون سقوط جسدي فإني بالأخير مجرد روح ..
هذا آخر ما أتذكره .. استيقظت .. رأيتها تحتضنني في وله مجنون ولهفة لم أراها منذ حين ..
كانت نفسي تطبطب على جروحي وترمم الحال بعد السقوط ..
وعدتها بتأمين احتياجاتها من راحة وأمان وقبلتها بهدوء تام ..
والوعد كان بالتخلي .. التخلي المديد عن عالم الآخرين .. ومثلما كانت البداية بذنب انتهت بذنب أعظم ..
هو ابتعادي عن شخص كان تصويبي تجاهه أقسم بأنه خطأ ..
آسفة له و لنفسي وآسفة أيضآ على مبالغتي المتلهفة لتخييط الجروح التي لا تساوي شيئآ أمام جروح الروح ..
بقيت مع نفسي أعايشها ومع وجع مدينة له
ونبضة تسند القلب رغم اهترائها رغم تنهيدتها والصوت المبحوح ..
نبضة تلاحم غليل القلب تكفيني وسط هذا الذهول .
#هدى_محمود_الكفري
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا