مرَّتْ أعوامٌ عدّة على تلكَ الليالي الدافئةِ -رغمَ غزارةِ مطرها- ، وكبرنا وكبرَ الحلمُ فينا، وضاقت علينا غرفةُ جلوسٍ هادئةٍ احتوتنا لأعوامٍ عدّة، وتحول دفئ ليالينا فجأةً ودون أي إنذارٍ إلى بردٍ قارسٍ يؤلمُ الروح، وأمسى " تلفازنا " الصغيرُ شاشاتٌ مختلفةُ الأحجامِ تحتلُ أيادينا، وأحاديثنا تخطتْ عنوةً جدران المنزل الريفي لتصل العالمَ بجهاتهِ الأربعِ متجاوزةً آذاننا ..
حينَ أفكرُ الآنَ بما مضى أدركُ أنَّ الحبَّ لغةٌ بسيطةٌ جداً، لا تحتاجُ هذا الكم الهائل من الركض وراءها، بل هي هنا ... حيَّةٌ بسترةٍ صوفيةٍ حاكتها لي والدتي قرب المدفئة، أو لعلّها مخبئةٌ بجيبِ والدي قرب حباتٍ الفستق الستةِ تلك ..
هي لغةٌ لطالما اعتدنا الحديث بها أنا وأخواتي مناقشين قصة " ريمي " المسكينة الباحثة عن أمها الحقيقية، وحين بكينا وجع " سالي " وتغنينا طويلاً ب " عهد الأصدقاء " و " الكابتن ماجد "، وتعلمنا من " لوز وسكر " معنى الوفاء ..
الحبُّ هو ما مضى، ببراءته وصدقهِ وعفويتهِ ..
هو ببساطةٍ ذكرياتنا الطويلة الصافية حينَ كنا نرسمُ الشمس حمراء على كفي أبي، ونٌسهِرُ القمرَ معنا متغزلاً بعيني أمي ..
الحبُّ هو " تلك الليالي الطويلة الدافئة -رغم غزارة مطرها- " ..
#رهام_سكاف
#ذكريات_حيّة_في_الوجدان
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا