شبكة سورية الحدث


صوتك بقلم الشاعرة مفيدة المنديل

صوتك بقلم الشاعرة مفيدة المنديل

كان عليّ أن أتجنّب صوتكَ بعد الـ مرحبا الأولى
ما كنتُ أدري بأنه سيحملني
إلى ما وراء حزنكَ و حزني
و قبالة سحر النّبرة سيصلبني
عاجزة عن فكّ أحجيات الياسمين 
المعرّش على حروف " يا هبلة قلبي " كلّما داعبتني بها! ..
أما إسمي " مفيدة "
هذا القديم الثقيل المتهالك كخيمة نازح
الغير قابل للتخفيف كضباب كثيف
و لا حتى يقبل التدليع
رغم اعتيادي عليه كأمر واقع
إلا أنني لم أحبّه يوماً 
و لم أعترف بمديونيتي لفضائل معناه
الذي حمّلوني منذ الصرخة الأولى كل وصاياه
لكنه حين يسّاقط من حبال صوتكَ ذات سؤال عني 
أرتبك 
و ترتبك حيرتي
إذ كيف ألملمني
نجمةً نجمة
غيمةً غيمة
وردةً وردة
رعشةً رعشة
غرقاً إثر غرق
أم خمس أغنيات بأحلام الزهر غارقات ؟! ..
جاحدة بتاريخ الفرح أنا 
إن لم أعترف بأنني بأحسن حال
و أن ارتجافة الدمع في عيني الـ خانت ذاكرة الملح
و التجأت لخرافة لكنتكَ لتلتصق بحكايا المطر
كما اللبلاب العاشق تتسلق حوائط النسيان
و تتنكر لكل ماضي الأحزان ..
قلي بربكَ
كيف حين أعقد صوتكَ على جبين وجعي
يتحول لرقية شفاء
و يصيّرني أنثى
تحترف الغناء و الرقص فوق سطوح الماء ؟!..
        ***      ***      ***
كان عليّ أن أتجنّب صوتكَ بعد الـ مرحبا الأولى
هل تذكر سرب البلابل
الذي اصطّف على طول المسافة بيننا
و حاول أن يخدعنا ببعض الزقزقات
بينما هو يكتال من غار حنجرتك سحر الألحان ؟!
مازال حتى الان يسبّح باسم الدهشة
إذ كيف بقيتُ على قيد الحديث أدّعي الإتزان
و ثمالة الرقص في مساماتي بانثيال
رغم رزانة الحزن الـ كان يتسرب
بين ارتباك الحديث حيناً و مراودة ابتسامة الخصر أحيان !!
و ربما لم أخبرك أيضاً
حين اقتربتَ مني
و رحتَ للمرة الاولى تدندن لابتسامتي التي أعجبتك 
طوق الياسمين الذي قلّدتكَ إياه في أول اللقاء
غمزني دون حياء : 
أيا حمقاء 
ما يضركِ و أنتِ الغارقة في سكرة الكلام
لو أنك أطلقتِ العنان
لصهيل أصابع قدمك المنحازة لرقصة المحال
كفاكِ خشوعاً في محراب الصوت
و اتركي لارتجافة شفاه القبلة
أن تهذي بذاكرة الجنون 
من ذا الذي يلوم مخموراً بذاكرة العطر غرقان ؟!..

 

التاريخ - 2020-01-15 12:02 AM المشاهدات 1078

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا