بإمكاني الكتابة لكَ حتى في العراء ، و في جوٍّ مثلج عاصف دون أن تتصلّب أصابعي ، أو تتشنج أطرافي..
شعور ما أيسر صدري يبعث فيّ دفئًا متخمًا بمواسم ربيع دائم.
أتدري..كلّما أردتُ قراءتك ، أشرّعُ نوافذ عيني على مصراعيها ، و الأمر عكسيٌّ تمامًا حين أريد كتابتك !
يبدو الأمر مربكا..لكنّها حقيقة مطلقة من شأنها أن تضعني في مصاف المخبولين.
تخيّل معي امرأةً بكل اتزان و رزانة ، تجلس مثلا في حديقة عامّة ، حتى إذا خلا إليها جِنيُّ الكتابة ، أطبقتْ جفنها على آخَر .. تبلع ذاتها بسلاسةِ شرنقة ، باحثة عنك بين الأطلال ..
لتجدك وقت الهجير قرب دار طينية دُقّتْ عنقها في آخر نزال مع الزمن ، و أنت تتأمل جحر نمل ..
و لا تعجب مني لو افترشتُ الأرض ، و جلستُ إلى جانبك أتأمله معك !
إلى أن يقضّ مشهدي هذا ، هديلُ طفلةٍ صغيرة تسألني:
- هل أنتِ نائمة ؟!
فأفتح عينيّ و أبلّلهما بشلال شعرها الأشقر ،
ثم أقول لها و أنا أنفض التراب عن ثوبي الأسود ، لأُسكِنَ دبيب نملات عالقاتٍ على ذراعي الأيسر:
- لستُ نائمة حبيبتي..أنا فقط أكتبه !
#العنقاء
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا