أكُلّما كَثُرَ الأحْبابُ أَرْتحِلُ
فهلْ أنا طائرٌ، أَمْ هلْ أنا رَجُلُ
كأنَّ ما بيْنَنا سِحْرًا فلستُ أرى
بيْني وبيْنَكِ ما يُدْني وما يَصِلُ
تَكادُ تُدْرِكُني عيْناكِ مُجْتَمِعًا
وحينَ تُدْرِكُني عيناكِ أَنْفَصِلُ
ما حاجَةُ المَرءِ في الأيّامِ مِنْ أَمَلٍ
إلاّ كَحالَتِهِ إنْ بُدِّدَ الأَمَلُ
وقدْ تُصارِعُني الدُّنيا على أُكُلٍ
وما أُصارِعُها والمُرْتَجى أُكُلُ
أخافُ مِنْ ضَعْفِ أحْوالي فأوقِفُها
لولا المُروءةُ ما ضاقَتْ بنا السُّبُلُ
ولا تَحَكّمَتِ الدُّنيا بِنازِلِها
هذا لهُ حَسَدٌ بِنا وذا نُصُلُ
إنّ الليالي وإنْ طالتْ مَظالِمُها
تُصيبُها بِمجيءِ النَّجْمَةِ العِلَلُ
وغادَتي كَإذا لوْ قُلْتُها غَزَلاً
لَحَرَّمَ الشِّعْرَ مِما قُلتُهُ الغَزَلُ
كِتابُ مَنْ كَتبوا وعَجْبُ مَنْ عَجِبوا
وخيرُ ما وهبوا وشرُّ ما بخلوا
وحينَ حينَ عَلِمْتُ الدَّهْرَ فَرّقَنا
أصابَني، طولَ ما قدْ عِشْتُهُ، مَلَلُ
حتى إذا وَصَلَتْ أَخْبارُ مَن هَجَروا
ما شَدَّني لِسَماعِها في الغارِ مَنْ نَزِلوا
هَلاّ إذا سَقَطَتْ تيجانُ مَمْلَكَتي
عَقْبَ الليالي وما قَتَّلْنَ أَحْتَفِلُ
فإنّ أكْثرَ ما يُنْجيكَ مِنْ كَدَرٍ
ألاّ تُمانِعَ ما يُخْفي لكَ الأَجَلُ
وقدْ أكونُ سُهادًا وهيَ نائِمَةٌ
وما أكونُ حياةً وهْيَ تُقْتَتَلُ
تأْتي الأماني على أسْراجِ كاذِبَةٍ
وليسَ كُلُّ الذي قالَتْهُ يُفْتَعَلُ
لا غادة بعْدَها أو بعْدَنا رَجُلٌ
فكُلُّ مَنْ عَشِقوا مِنْ بعْدِنا أَفَلوا....
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا