أحببتهُ مُرمّماً
رافقني خطيبي وذهبنا للطبيب أخبرنا بأنَّي أعيش فترتي الأخيرة .. وكاد يختم كلامه بأنّ المرض وجد جسدي مأوى لهُ وصار غذاءهُ الوحيد .. أحاطت بي الخيبة والأمل كان قد خلا مني ...
أمسك خطيبي بيدي وشدّ عليها .. نظر إليّ تلك النظرة الثاقبة وكأنه يملك ثقة كبيرة لا أعلم مين أين امتلكها ..
أخبرني بأن القوّة ستكون حليفتي وأن الضعف لن يتمكن منّي وكان قد ضمّ يديّ إلى قلبه وقال لن أترككِ ولن يتمكّن مرض كهذا منّا بل إنّنا سنحاربه سويّاً ..وسيأتي ذلك اليوم وأتمكّن من جديد بعَقد ضفيرة في شعرك كما كنت أفعل سابقاً .. كيف يمكنهُ قول هذا وأنا كنت قد فقدتُ شعري بأكمله !
اليوم وبعد مضي أربع سنوات على زواجنا أيقنتُ أنّه هو الحُب .. مازال ينظر إليّ تلك النظرة ولاشيء سوى أنّ كثيراً من الحبّ فاح منها .. وسرعان ما يطوّقني بين ذراعيه وينظر إلي كأنّي كل انتصاراته ..
وأخبرهُ بأنّهُ قوَّتي ويخبرني بأن آلاف الضفائر ستُعقد الآن ومع كل ضفيرة أحبكِ وسأحبّكِ أكثر ..
شُفيت على يَديه ..
كان المرض يُدمّر .. وهو كان يُرمّم!
#حلا_بلقيس
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا