"صاحب الذكرى الأعز ...، اليوم بالتحديد اشتقت لك كثيراً ، أكثر من تعاسة هذا العالم و ظلمه...
في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان كل شيء مختلفاً ، في مثل هذه الأيام من العام الماضي كنا ننتظر الشتاء سويا ...
حينها حدثتك عن أسباب عشقي للشتاء ، لم تكن تحب الشتاء كنت تقول لي أنه فصل الكآبة والتعاسة ، لكنك انتظرته معي و تظاهرت بحبه لتبدي لي مقدار الشبه بيننا...
تساءلنا حينها أي سيكون أقسى الشتاء القادم أم الفائت ، أنا قلت الفائت وأنت قلت الشتاء القادم ، كنا مخطئين ، لا القادم قاس ولا الفائت ...قلوبنا كانت الأقسى يا عزيزي...
في مثل هذه الأيام كنا نتحدث يوميا ، كنت أنتظر رسالة منك بفارغ الصبر فإما تفرحني تلك الرسالة أو تعكر مزاجي...، الآن حتى تلك الرسالة لم تعد موجودة..لقد تساقطنا مع أوراق الخريف ...!
فقيد هذي الروح البائسة ، اشتقت لك بطريقة لا يمكن لقلب واحد استيعابها ، أتخذ من كل شيء سببا لأذكرك و أكتب عنك رغم عدم وجودك في حياتي ، لن أشوّه شعوري بشرحه فأنا أعلم أنني لن أوفيه حقه لذلك سأكتفي بالقول أنك كنت " اللوحة الأخيرة التي سرت ناظري قبل أن أعمى "...
يا لبعدك كم هو قاس و مر ...إنه أمرّ من العلقم..!
لم تكن قليلا في قلبي لينتهي أثرك من روحي و أعماقي بهذه البساطة، كنت أود أن أشاركك ما أشعر ، لكن شخص مثلي مشبع بالخيبات و الذكريات السيئة سيرى ذلك الأمر مستحيلا...
أعدك سأبقى أذكرك في كل صيف و شتاء ، ليل و نهار ،فرح و حزن ، و مع كل رمش يسقط من عيني سأتمنى لقلبك السلام من كل ما يؤذيه...
كم أتمنى أن ينجح هذا الشتاء في إعادة نسختي القديمة ، لعلّ رياحه تتسلل إلى فؤادي و تطفئ ما أشعلته، ولعل أمطاره تغسلك من روحي ...
ولعلي أزهر من جديد في الربيع القادم ...
سئمت الذبول يا عزيزي ...سئمته"
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا