شبكة سورية الحدث


هديل محمود قدري الأسود

" قدري الأسود "
أذكر في ليلة القدر دعوت الله أن يعيدك لي لكنه لم يستجب بعد ...
فعلياً وإلى هذا اليوم أقبل صورتك قبل أن أنام ، إلى هذا اليوم لا تفارق صورتك فراشي لا أعرف النوم من دونها ، إلى هذا اليوم أذكر كل شيء عني وعنك ، إلى هذا اليوم أبكي ، عبير عطرك رحل لكنه مازال يسكن أنفي ، أنت لم تكن أول شخص أرتبط به ، لكنك كنت أول شخص أحببته ، وأول حب في حياتي ، إنك الشخص الوحيد الذي شعرت معه بأني طفلة ، هذا الشعور الذي لم أشعر به مع رجل سوى أبي ، لكنك كنت مختلف ، لهفتي لك كانت مختلفة ، صدقني لم أحب أحداً مثلما أحببتك ، ولن أشعر معه بربع الشيء الكبير الذي شعرته معك ، يؤسفني ذلك طبعاً ..
أذكر حدثت معنا مشاكل كثيرة ، لكني لم أتخلى عنك أبداً ، لمَ تخليت عني؟ ، رباه إني أشعر برغبة عارمة في البكاء وأنا أكتب له ..
فعلياً ضحيت بأشياء كثيرة من أجلك ، وقمت بتقديم الكثير من التنازلات ، أنا التي لم أتنازل لأحد في عمري ، لم أصدق أنني قمت بذلك ..
لقد درست لكي أكون عند حسن ظنك ، لقد قطعت صلتي بأصدقائي الشباب من أجلك ،  لقد تركت كل شيء قديم وبنيت حياتي كلها من أجلك أنت ، من المؤسف أنك خذلتني رغم هذا كله ..
عندما علمت أنك مرتبط بفتاة أخرى غيري شعرت بشيء لا يوصف ، شيء أشعر به لأول مرة ، شيء أصابني في يسار صدري ، نعم في قلبي تماماً ، لقد كان الأمر سهلاً عليك لكنه قلبي ، هذا الشيء قتلني حقاً ، شعرت بأني لم أستطع أن أملئ عين هذا الشخص الوحيد الذي أحببته ، أنا التي أملئ عين كل صبيان المدرسة ، وشباب الحي ، وأصدقائي ، والكل ، أتتخيل حجم هذا الشيء لشخص قدم كل شيء لأجلك وحارب الدنيا كلها من أجلك؟ ، أنت كسرتني فعلياً ، هذا الكسر لن يتجبر طوال عمري .
أتعلم حبيبي؟ ، يؤسفني قول حبيبي بعد كل هذا الأذى الذي سببته لي لكنك هكذا ، لقد سامحتك على هذا الكسر ، وحاولت بشتى الطرق أن أنسى لكني لم أستطع قط ، لم يكن الأمر سهلاً ، إنه من أصعب الأشياء التي تحدث لي خلال حياة كاملة أتتخيل؟ ، على الرغم من أني كنت حبيبة كاملة ، يحلم الجميع بمثلها ، قمت بكسري مرات ومرات ، أيعقل أن حبي لك وثقتي بك هي السبب عزيزي؟ ، أيعقل أن هذا الشيء كان خطأ ! ، أيعقل أني لم أملئ عينك؟ ، بجبروتي ! ، بجمالي ! ، لولو القادرة على أن تملئ عين ألف شخص لم تستطع أن تملئ عينك أنت؟!
لقد كانت أخطائي كما قلت .. أني طفلة ، وأن تصرفاتي تلك جعلتك تكرهني بعد ذلك الحب الكبير ، وأني نكدة بشكل مفرط ، وأني فتاة تغار كثيراً وتجعلك مقيت بسبب ذلك ..
لكن أخطائي لم تكن شيء أمام خطأك الكبير ، لقد أصبتني بكرامتي ، أصبتني في كل شيء يجعلني أشعر بأني فتاة غير صاحية ، وأفعل أشياء لم أفعلها من قبل ، لمَ قمت بأذيتي إلى هذا الحد؟
كنت فتاة مختلفة عن نفسي ، منعزلة عن العالم وأعيش حياتي لك فقط ، لم أكن أريد شيئاً من هذه الدنيا سواك ، الأن ولأول مرة تغيب عني وإلى الأبد ، لا أعتقد أننا سنعود ولكن أتمنى أن يأتي الله بمعجزة وتعود لي ، أحبك وسأبقى أحبك إلى الأبد ، تأكد وثق بأن مكانتك مازالت موجودة ، وإلى هذه اللحظة وعلى الرغم من أنك خيبت ظني بك أنا لأجلك ، أحبك وكأنك لم تؤذي قلبي يوماً 
| هديل محمود |

التاريخ - 2019-11-30 9:44 AM المشاهدات 838

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا