شبكة سورية الحدث


مايا جلعود / قصة قصيرة

مايا جلعود  /  قصة قصيرة

كالعادة اتصال آخر في هذا الوقت المتأخر 
نهضت من سريري مسرعاً وذهبت إليها حتى أني نسيت أن أنظر لهاتفي لربما ليست هي!
لكن هذا لا يهم أصبحت أجزم أن هاتفي يرّن على هيئة صوتها"أني أحتاجك انهض"
وصلت إليها استقبلتني أمها بذات نظرات الغضب والاضطراب مرددة جملتها المعتادة "دعك منها أنها تحتاج إلى طبيب نفسي لا بل إلى مصحة"
وبدأت تكمل ثرثراتها المغضبة معترضة طريقي إلى غرفتها "ياللهول ماذا فعلت لأرزق بفتاة مثلها أنا أكرهها حقاً ، أعني أنظر لا أحد يحبها هي لا تحب نفسها ...."
أيضاً مجدداُ حاولت تجاهل ثرثرات الأم كي لا أنهال عليها ضرباً ،بمراقبة تفاصيل  البيت الصغيرة مكتشفاً كل يوم تفصيل آخر "اعتقد أنهم قاموا بدق مسمار جديد  اليوم ، لكنه صدأ قليلاً أهو للوحة أو ماشابه؟ لا لا أظنه يقوى على..."
-هل تسمعني؟
*عفواً.....أجل يا خالتي أسمعك لكني حقاً أريد رؤيتها
بدا وجهها بعد إصراري هذا وكأنها على يقين تام بأني بحاجة لمصحة أكثر من ابنتها.

دخلت إليها وجدتها تبكي بحرقة ولوهلة كنت أجزم بأنَّ تلك الدموع تنزل كالأسيد على وجنتيها الشاحبتان
-أترى؟ قلت لك أنها مجنونة أهناك فتاة عاقلة تبكي هكذا من أجل إضفرها؟

كانت تنتظر مني تأييدها ولكني اكتفيت بالصمت حتى ألمَّ بالغرفة صمت طويل تخترقه تنهيداتها لا بل تخترقني فقط!
تقدمت إليها وجلست ابكي معها بدون مقاطعتي لعظمة الصمت المخيّم

حسناً أنا كنت أفهمها كنت أرى غابات اليأس الكثيفة وراء عيناها كنت أرى صدماتها الكبرى
لا أدري كيف لأمها تجاهل تلك البراكين المشتعلة من الحزن! أحقاً تعتقد أنها تبكي على إظفرها؟
قاطعت أفكاري صوت ضحكاتها الممزوجة مع الدموع ، أكاد أكذب إن قلت أنها ليست مجنونة بالنسبة لكم
لكنكم تكتفون بالسماع في حين أني أفهمها!
هي فقط بحاجة إلى تلك الروح التي تشبهها هي بحاجة نفسها 
أنا نفسها!
*لا تنظري هكذا يا خالتي أعلم سنذهب سوية إلى المصحة أني مريض مثلها تماماً أبكي على إظفرها أترين!♡
#مايا_جلعود
|10/11/2019|

التاريخ - 2019-11-20 3:29 PM المشاهدات 5367

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا