سناء هلال / غبار

*غبار *

يروقُ لي هذا المساء...
أن اخدشَ تُقْيةَ الكلمات
أكتبَ بلغةٍ شمَّرتْ عن ساقَيها للمجاز
أمُّسُّ وجهي في مرآةِ اللهِ
كذرةِ غبارٍ تسْتطيرُ لشعاعِ ضوءٍ بعيد...
تتركُ لمنْ سيشغلُ الفراغَ بعدَها
لذّةَ الأشياءِ البليدةِ..
بَهرجَ الكلماتِ الفائضةِ عن الحياءِ
سيأتي من بعدي نساءٌ بضلعٍ أعوجَ 
يُضرمْنَ نيرانَهنَّ في الأوقاتِ اللّزجةِ
ثم يكنسنَ في الصباحِ الغبارَ العالقةَ
على أحلامِهِنَّ الكابيةِ...
سيأتي رجالٌ بقِوامَةٍ كاملةٍ
يَجهرونَ بأصواتِهِم الخشنةِ
و يَجهشونَ ليلاً بالبكاءِ...
يُلقون على الهواءِ المخزَّنِ التحيّةَ
ثم يسبحون كالغبارِ في تيهٍ أخير...