شبكة سورية الحدث


تأسيس للقلق المجدي / شعر حسن المقداد

تأسيس للقلق المجدي  /  شعر حسن المقداد

تأسيس للقلق المجدي

*

هنا تبدأُ المفردات
ترتّبُ خيمتها
لتطلَّ على مشهدٍ القلقِ الملحميّ
وسيزيف يؤمنُ أنَّ الخروج طريقٌ
وأن النهاية قد تبدأ الآن

لمّي البكاء عن الطاولة
ولا توقظي ملكَ العاطفيّة
فاليوم غربتنا كاملة

أنا واثقٌ بجميع المغنّين
والعاشقين
وأهلِ الكتاب
ومن رفعوا شارعاً للسّماء وقالوا:
لنا؛
في الكآبة والبسطِ والرغبةِ السّائلة

لنا مثلما كان
للنائمين على صدرهِ
لا ترى الكاميرا بؤسهم
لا تحبُّ الإذاعات أصواتهم
للهوامشِ
تحيا الهوامشُ
تحيا امتداداتها الهائلة

أنا واثقٌ بالرّصيف
أنا واثقٌ بالبنفسجِ والملحِ والسّنديان
وماءِ البلادِ المقدّسِ
لكنّني خائفٌ من جنونِ الأساطير
والطائرِ القدريِّ الولادةِ من شعلةٍ

واثقٌ/خائفٌ/شاعرٌ

وعلى كلِّ حالٍ
كما تعلمين
أنا لا أحبُّ الضجيج
تماماً كما لا أحبُّ السكوت

فكوني كما أنتِ
وانتظري أن أكونَ غريباً
وممتلئاً بالحنين
وبالقمرِ المتكاسلِ عن ليلهِ والنّجوم

أعيدي البكاء إلى الطاولة

تقوم العصافير من نومها
معظمُ العائدين من الليل ناموا
وما زلتُ أنتظرُ القابلة

أسخّنُ ماءَ الخيال
أعدُّ الشراشفَ والبرق
أشعلُ سيجارةً
أتمشّى على الوقت
أختبرُ الذّكريات
ألوّحُ للنّجمة الآفلة

ستأتين أم لا؟
في اتّصالٍ قصيرٍ مع الغيب
أسمعُ موجاً يدكُّ الصّخور:
غداً تتهاوى القلاعُ وتعلو المنائر
غداً يستعيد الحمامُ نبوءته
من شفاه الخناجر
ولكنَّ ذئباً بثوبِ غزالٍ
يحاولُ أكلَ الجنين إلى الآن
حاذر وحاذر

وحاذر من الكثرةِ الجاهلة

#يتيم

التاريخ - 2019-11-19 9:21 AM المشاهدات 467

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا