"قبيحةُ الخِلقة "منذُ دخولي المدرسة و أنا أهمسُ: يالله أنا راضية عن خلقك لي هكذا، راضية بمتاهاتِ وجهي التي صنعتها لي، فلا توجعْ قلبي من جديد. لكنّهُ جلّ جلاله أراد أن يختبرني اختباراً آخر، جعلهم خالينَ من الرأفة، عديمي الضمير و أعداء مظهري المُشوّه.كانت ألسنتهم تتلفّظ بمناداتي "القبيحة، ذاتُ الأنفِ المعقوف، و المُرعِبة"،ٌ اعتادوا على وخزِ قلبي بها وكأنّني عاريةُ المشاعر و بلهاءُ السمع، لم ولن يدركوا ضُعفي في وحدةِ روحي التي شاءَ الله أن يُلبسها خريطةً و حُفراً ليست قابلة حتّى للمحةٍ من النظر!! أنا مثلكم أشمئزُّ من شكلي جداً، أتكوّرُ على نفسي خوفاً منّي و تعتريني دائماً الرغبة في كسرِ أيّ مرآةٍ تعترضُ طريقي، ولكن أعي جيّداً أنّني فتاةٌ كُوِّنَت مِن اللطفِ و الأدب، أميلُ إلى اللون الورديّ وأزرق السماء، أمارسُ الرقص وقتَ حزني، أعشقُ الورود و أهوى النظر إلى التفاصيلِ التي كانت شحيحةً عليّ في عمقِ جمالها. حتى والدتي لم تستطع معاملتي كأَخَواتي، تجرحني بتمييزي عنهنّ، تحاول عبثاً أن تتفوّه سراباً بالكلامِ المعسول، تُمازحني بأنني سأبقى بجانبها و لن أكفّ عن مساعدتها، ظنّاً منها أنه لا يمكن لشبحٍ مثلي إكمال نصف دينه أو الاستمرار في عمله ودراسته ضمن عصرِ المصالحِ و الزوبعات.قسماً أنّ ظنّها هذا صنع ندبةً في قلبي أكبر من الندوب التي تسكنُ خدّي! يثبِطني جحيمَ الحقيقة التي حتى مَن أخرجتني من رحمها ماامتلكت القدرة من تقريبها لي بشكلٍ أجمل. يبدو أنّ لا مكان لي في هذا العالم، لا أحداً هُنا ينوي مرافقةَ أفعالي بدلاً من شكلي، لا غريباً يرمقُ لطفاً ولا قريباً يعطفُ حبّاً. آه صحيح تذكّرت، مرّ على مسامعي اليوم في باحةِ المدرسة، أنكم تحتفلون بما يسمّى الحب، فَلتمرره إحداكنّ على فؤادي الهشّ أو فلتجرّب مجاورةَ داخلي مُشيحةً بوجهها عن وجهي.أما أنتم أيّها الفتية، رأفةً بي، فقط رأفة!
التاريخ - 2019-11-14 1:24 AM المشاهدات 375
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا