الأمير جهاد زيد الأطرش في ذمة الله

سورية الحدث ..السويداء- معين حمد العماطوري  غيب الموت صباح اليوم الأمير جهاد زيد الأطرش عن عمر يناهز اثني وستين عاماً، قضاهاً بالعمل والمثابرة بحياته، وحين تسلم مقاليد الأمارة بعد رحيل شقيقه الأمير شبلي الأطرش، اتبع طريقاً مسلكياً مختلفاً عما تفرضه الحياة ونزواتها...فقد عرفته مذ تسلم الأمارة أي ما يزيد عن ثلاثة سنوات رأيت فيه الشهامة والرجولة، الصدق والأمانة، الكلمة الجريئة الذي لا يخشى بها لومة لائم، حاول بعض البراثن إغرائه بكثير من الدولارات والمال، ولكنه أبى حفاظاً على قيمه وتاريخه، أراد أن اصلاح ذات البين بين المتخاصمين من أبناء الوطن الواحد وعمل على رأب الصدع في مجالات عدة، عمل على تاسيس منظومة اجتماعية من شأنها خلق التفاعل بين الفئات المجتمعية، ولكن لم تساعده الظروف الصحية فأجرى عملية جراحية استبدال الشرايين، والزمته الفراش حوالي نصف عام، ثم بدأ صراعه مع المرض فأجرى عملية أخرى وهي "المرارة" وغيرها من عمليات للمياه الزرقاء لعينيه، وقاوم مرض السرطان برجولة وشهامة، وظل يقاوم هذا المرض بشجاعة وهو على فراش المرض حين كان يطلب منه موقفاً انتمائياً لم يبخل بذلك...الرحمة لروح الأمير جهاد زيد الأطرش...والبقاء لله وحده ...ولنا من سليله الأمل في حمل راية الانتماء التاريخي والوطني على الساحة الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية.أخيراً أبا مازن كنت لي الصديق الصدوق، وكنت لي السند في الحرجات، سأفقد فيك رجولتك التي ما عدتها بغيرك قط، سأفقد فيك نخوتك التي لم أرى مثيلاً قط، سأفقد براءتك وصدق مشاعرك واحساسك برفاق لك خطوا معك خطوات العز....الرحمة لروحك ..لأن ترثيك الكلمات ولا العبارات ولكن سيرثيك الامير شبلي أن يجعلك بجانبه تختلفون وتتآلفون على وحدة الكلمة والموقف والانتماء... الجدير بالذكر أنه سيتم تشييع جثمانه في قريته "عرى" عند الساعة الواحدة من يوم الخميس الجاري. إنا لله وأنا إليه راجعون