عزيزتي المرأة ..ما رأيك أن ترافقيني بنزهة قصيرة ؟في غابة شعوري الضبابية ثمة أفكار متراكمة في سراديب روحيأود الإفصاح عنها لربما وجدت فيها ما يزيل الهم عن كاهل نبضك و لو لبرهة زمنية سأخبرك أولا عن سري الصباحي الصغيرمنذ فترة و بعدما علمت بأن الرياضة تتيح لنا قسطا من السعادةبدأت بممارستها حقا لا أخفي عنك اللاشعور بتلك السعادة الغامرةالتي تتحدث عنها الأخريات بثقة واهية و لكني حقا خسرت بضعة غرامات من وزنيلم أكن بحاجة لخسرانهاذلك لأني أحافظ على وزن جسدي ضمن الحدود المثالية مع مراعاة خلع قلبي جانبا قبل عملية الوزنلا ميزان يحتمل ثقل ما في القلوب !و لكن لا بأس من خسراني الوزن الضئيل هذا فهي خطوة احترازية لتقدمي في العمرآه يا أنا ..عن أي عمر أتكلم ؟لا أدري و لكن أحدهم قال لي : أعمارك في الحزن كثيرة !دعيني أخبرك الآن عما أقوم به أيضا كسلاح فعال يقيني من ضربات القدر المباغتةبدأت أمارس الرقص بمشاركة جموع خلاياي علمت أن من يرقصن باستمرار يستطعن خداع الوقت المخادعو يبتكرن خدعا أكثر جبروتا قادرة على محو الدمعةو إيقاظ ما في العمر من ابتسامات غافية نعم هذا ما كن يرددنه بصوت عال يثقب جيوب الحزن و يفرغها تماما من لعنات مستقبليةقابلة للتشظي في أي فرح !عزيزتي لا تهتمي للأحاديث التي يتناقلهاأولئك النسوة صدقا أنا لا أعرفهن فقط أقابلهن في ممرات الحياة بالكاد ألقي عليهن التحية و أمضي ببطء مفتعللأستمع لما يقمن بفعله و هكذا علمت منهن سر الرقص !لا أخفيك يا عزيزتي ..أنا لم أمارس سر الرقص على طريقتهنو إنما أرقص بما يتناسب و نواياي الحسنة و الآثمة معاسأخبرك ..أمد جراحي المسننة الحواف على أرضي الصلبةو أرقص رقصا صوفيا بحرفية حد التعب إلى أن أدمي قدمي و سائر أنحاء جسديثم أفترش تلك الجراح و أطبطب عليها ألملمها و أعيدها إلى جوفي لا مكان في العالم أجمع يتسع لها !كما أني لا أريدها أن تبصر النورخارج حدود عالمي المحترق صدقا لا أحتمل فداحة مشهد الرحيلأنا الظالمة و المظلومة !أما عن آخر ما أود أخبارك به ..اغمضي عينيك كما أفعل أنا ضعي يدك على أوجاعك النازفةبلسمي الجرح بالجرحاغسلي وجهك بحفنة ضوءامضياسلمي قدميك لأول طريق يصادفكو لكن إياك ثم إياك أن يحملك إلى ما لا يشبهككوني حذرةسيري بلا انتهاء !هامش طازج ..اقتلي كل من يصادفك في دربك الطويلما عدا الذئب !هامش مشتعل ..ايقظي فتنة قبيلة النساء القابعة في داخلكو لتكن خطوتك عظيمةاثبتي لهذا الكون أنك على أحزانك لقديرة !شاعرة سوريةمتابعة قسم الحدث الثقافيعلي خليل الحسين
التاريخ - 2019-08-14 10:52 AM المشاهدات 479
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا