الفنان ليس مصورا"فوتوغرافيا"يطارد الواقع ،إن آلة تصويره موجودة في داخله ،مخفية في مكان يجهله هو نفسه ولهذا هو لايرسم بعينيه أوينحت بهما وإنما بذاكرته وخياله وبأشياء أخرى...ولكل إنسان بنيته النفسية الخاصة وقيمه الروحية أو فلسفته الخاصة بالحياة لكنا جميعا"نتفق في الرغبة بإضاءة شموع السلام...ولذا تضاء شموع السلام بألوان من فرح وحب وألوان في المعرض الذي تقيمه( جمعية شموع السلام )بالتعاون مابين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الثقافة في المركز الثقافي العربي في اللاذقية..إيمانا"منهما بدور الفن التشكيلي في التعبير عن حضارة الشعوب ومن منطلق قيمة السلام في حياتها،لتعزيز رسالة الفن للسلام والنهوض بالوطن من الإرهاب الذي يحاول دفنه تحت الركام.فالأزمة كما أشارت الفنانة لينا رزق رئيسة جمعية شموع السلام؛ جعلت سورية مريضة من كل النواحي وكذلك الفن ،لكن مع ظهور بوادر النصر وانتهاء الأزمة بدأ الفن يتعافى ولاسيما الفن التشكيلي الذي شهد حركة قوية على الساحة السورية خلال العامين الماضيين .وقد أكدت الفنانة رزق دور الفنان في توثيق الحدث وتأريخه بصعوباته وآلامه وآماله.وكما يبدو فإن اختيار الاسم لم يأت عن عبث بل إنه ينطلق من الأزمة التي نعيشها في البلدان العربية؛ لذا رغب المشرفون بأن تكون انطلاقة شعلة السلام من سوريةلتنتقل إلى جميع البلدان...وهنا لابد لنا من وقفة مع ذاكرتنا الطفولية لنعود إلى أيام مهرجان المحبة والسلام الذي كان يجمع فنانين أدباء ورياضيين من مختلف بلدان العالم هنا في اللاذقية عروس الساحل،كما هو الحال مع المعرض الجماعي الضخم( شموع السلام )الذي يضم نخبة من فنانين سوريين وعرب لكنه يختلف في كونه يتنقل بين المناطق السورية على الرغم من الأحداث الجارية على أمل أن يشمل أراضينا السورية المحررة جميعها. يتميز المعرض الخامس للجمعية بالخبرة التي اكتسبها الفنانون من تجارب السنوات السابقة التي تتجلى في اختيار أعمالهم وطرق عرضها.. وحتى يستطيع الفنان تقديم عمل صادق أصيل كان لابد من أن يتمتع بحريته وهذا ماوفرته له الجهات المشرفة حيث تركت له حرية اختيار مايتناسب مع عنوان المعرض دون شروط تحت رسالة السلام ،لأن الرؤيا تختلف من فنان لآخر كما تختلف طرق المعالجة والطرح.فالسلام كما تقول الفنانة رزق يجده فنان ما في وجه امرأة بينما يجده ثان في أمر آخر .....وهكذا. وإلى جانب النشاطات الفنية تقام جولات سياحية للفنانين المشاركين إلى ريف اللاذقية للتعريف بجمال ساحلنا .ولعل أهمية هذه الملتقيات والمعارض تتأتى من كونها توسع خبرات الفنانين وتعرفهم بثقافات الفن التشكيلي المعاصر ومدارسه ...كما أنها تعبر عن حالة صحية نعيشها فتلعب دورا"هاما"في توثيق العلاقة بين المشاهد والعمل الفني وتوضيحها...كما أنها تنظم الفكر الجمالي للأجيال فتتعرف على حضارتها وأثر الفنون في تأريخها بشكل ميداني وليس نظري فقط،لذا نحن بحاجة للاستمرار في ظاهرة الملتقيات والمعارض الجماعية لتشمل القطر كله وتضيء في أرجائه شموع السلام. .بقلم نور نديم عمران
التاريخ - 2018-07-16 8:09 PM المشاهدات 1179
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا