الجزء الأولدخلت المقهى لأول مرة حيث كان يقضي فراغه في امتلاء أوراقه حتى أن سيجارته ملّت من المكان..لكنها لم تفارق اصطحابه..ثقته بدخان المرض كانت كبيرة ..فوحده المرض يصبح عضالا...وصعب علينا مفارقته.كم تمنى لو أنه قادر على الزواج منها لفرط الوفاء بينهما.كان يدير ظهره دائما للمارّين بجانبه إذ يرد السلام...فقط.لكن ابتسامته كانت مفعمة بشغف الخبرة أنه لا بد من أمل يُعطى لمن يمر..لكن كلماته كانت تعتزل صوته وتخرج من القلب الى الورق....ها هي مرّت بجانبه لتفتن بحنجرتها رجولته المرصعة بالغرور الجميل ...الذي يليق بشرقي يعرف أين يتكبر...تطلب القهوة، وتعلو ضحكاتها مع صديقاتها ليتشبث به قلبه ويصطدم عقله بألف نبضة في الثانية..تسترسل بحديثها لتقول أن صوت فيروز يجعل يومها مكتملا من أوله...أما هو فيستمد به الشرود ليرجوها أن تتوقف عن شد مراكبه المغادرة عن العشق بأوتار صوتها الذي لا يشبه من الجمال سوى كله....وكأن شرايينه إتصلت بتلك الأوتار ونزفت لها الفضول للألتفات ومعرفة من هي صاحبة هذا الصوت القاتل حبا وعشقا....وعذابا..وغيابا........وصمتا؟؟؟؟من هي التي لم تمر بجانبه انما مرت بحناياه وقلبه ....من هي لتجعله بنبرة الكلام يرمي القلم لأن الأوراق أبت استقبال الكلام عن شيء يحدث...وكأنه المرض......وكأنه المرض...!!!!!وكأنها جاءت كالوباء المعتق بالإثارة لتغري مساماته وحده ...في هذا المقهى المتسع لآلاف الناس..وتصيبه بمرض الهيام...يوم لا ينفع مناعة ولا سكون....نحن لا علاقة لنا بالصدف..نحن فقط مكلفون بتنفيذ حدوثهاوكل ما يأتي بعدها من مسار زمني موجع كان أو مفرح ...كاتبة لبنانية
التاريخ - 2017-09-26 4:07 PM المشاهدات 896
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا