شبكة سورية الحدث


من صرح الثورة السورية الكبرى ... حفيد "غورو" يعتذر من حفيد سلطان للسوريين

سورية الحدث السويداء – معين حمد العماطوري ربما ليس صدفة أن يزور حفيد الجنرال غورو السويداء ويذهب إلى ضريح المغفور له سلطان باشا الأطرش معتذراً من الشعب السوري عما اقترفته أيدي جده بحق الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال، وليس اعتباطياً أن يصافح الأحفاد بعضهم بعضاً أمام رمز الثورة السورية الكبرى، بعد أن نالت سورية استقلالها عام 1946 على يده بعد ان فعل الفرنسيين من أعمال النهب والقتل وفتك في ثروات الوطن، وبعد أن قدمت سورية نخبة ثوارها الأماجد لتبقى وحدة متكاملة من الجنوب الى الشمال ومن الشرق إلى الغرب...بشعارها الخالد "الدين لله والوطن للجميع".ولكن أن يتزامن قدوم الأحفاد في ذكرى الجلاء ربما يحمل ذلك رسالة أن الجلاء هذا العام وذكراه له قيمة مضافة، ولربما استذكر حفيد غورو عندما دخل جده إلى دمشق متجها إلى قبر صلاح الدين مخاطباً إياه : "ها قد عدنا يا صلاح الدين"، وحين دخوله إلى ضريح سلطان الطرش ماذا قال : " ها قد جئنا نعتذر منك ومن السوريين عما فعله أجدادنا بكم"، وما زالت حكومة فرنسا وعملائها وحلافها الاستعماريين يصرون على تدمير سورية بوسائل مختلفة عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً...فهل سنشهد بعد سبعة عقود ونيف أحفاد الأمريكان والفرنسيين والبريطانيين يعتذرون من الشعب السوري بما فعلوه بنا....رغم قناعتي أن تلك الاعتذارات لا تجدي نفعاً بعد عقود طويلة ذلك لأن استقلال سورية تم بجهاد وبسالة الثوار من الشيخ صالح العلي وأهله، وابراهيم هنانو ورفاقه، وحسن الخراط وعزوته إلى أحمد مريود وفوزي القاوقجي وصولاً إلى سلطان باشا الأطرش واسوده الميامين الثوار، والأهم صمود الشعب السوري وإصراره على الاستقلال ووحدة أراضيه السورية...وهل ننسى قول فارس بيك الخوري "إذا دخلوا الفرنسيين لحماية المسيحيين فكلنا إسلام"، ام ننسى موقف الدكتور عبد الرحمن الشهبندر وما قدمه للثورة، ونخوة أبطال الغوطتيتن والجولان...ولكن أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي...    إذ بحضور أمين فرع الحزب ومحافظ السويداء وفعاليات سياسية وحكومية ودينية وشعبية قدّم الكاتب المعروف " جان لوي غورو " حفيد قائد الحملة الفرنسية على سورية الاعتذار عمّا فعله جدّه مؤكداً أن فرنسا كانت دولة احتلال في سورية ومارست أعمال لا إنسانية مشيداً في الوقت ذاته بنضال الشعب السوري الذي فجّر الثورة السورية الكبرى بقيادة المغفور له سلطان الأطرشغورو الذي جاء ضمن وفد من المثقفين والفنانين الفرنسيين برفقة الرحالة عدنان عزام أشار إلى أن غالبية الشعب الفرنسي وشعوب أوروبا غير راضية عن سياسة بلدانها اتجاه ما يجري في سوريةبدوره حفيد سلطان الأطرش المهندس ثائر الأطرش رحّب بالضيوف منوّهاً بحب الشعب السوري للسلام ويستقبلهم بالترحاب إن جاؤوا مسالمين لكنه لا يقبل الاحتلال والهوان مؤكداً أن جدّه كان يحترم الثقافة الفرنسية ويشجع على نيل العلوم في جامعات فرنسا مفرقاً بين الثقافات والقيادات الاستعماريةوأشار الأطرش إلى أن سورية شعباً وجيشاً وقيادةً تخوض اليوم معركة تحرير ضد نفس القوى الاستعمارية إنما بأدوات جديدة محمّلاً الضيوف أمانة أن ينقلوا لشعبهم المعاملة التي حظووا بها في سورية منوّهاً بأهمية الزيارة التي تزامنت مع عيد الجلاءأخيراً نتمنى أن نحتفي قريباً بجلاء الإرهاب والإرهابيين عن أرض وطننا وقد زلت الغمامة السوداء عن سماء سورية، وذلك بعودة الجولان السوري كاملاً الذي سيبقى سورياً بهويته وانتمائه وشعبه ورجاله وشيوخه...المجد للوطن وذكرى جلاء باقية في نفوسنا خالدة لأنها تعبر عن ثقافة وطنية هي امتداد لثقافة مقاومة نعيش أؤكلها اليوم وغداً...
التاريخ - 2019-04-15 9:19 PM المشاهدات 2440

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا