شبكة سورية الحدث


حكاية كل موسم.. عقود الوهم في سوق انتقالات اللاعبين

قبل بداية كل موسم كروي، يبدأ سوق انتقالات اللاعبين ما بين الأندية، وبما يطلق عليه «الميركاتو الصيفي»، ومعه تبدأ عمليات التسويق التي يحدث فيها الكثير من الجلبة، وبيع الوهم، الذي ينطلي غالبا على إدارات الأندية، وحتى على اتحاد اللعبة الذي يحاول أن يضع لها حدا، ويقوم بها سماسرة اللاعبين، وأحيانا على اللاعبين أنفسهم، فماذا يحدث، تعالوا نتابع.ترويجيقوم بعض السماسرة، بالترويج للاعبين، وهناك من بات يستعمل وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الغاية، عبر أصدقائه ومحبيه، وهنا لا ننكر على أحد حقه في هذا الترويج، خصوصا وأن بعض الأندية لا تعرف ماذا تريد، كون بعض التعاقدات تتم قبل عملية اختيار الجهاز الفني، وهذه الطامة الكبرى.> المشكلة أن البعض، تبهره هذه «البهرجات» في الدعاية للاعبين، وتأخذهم الحماسة للتعاقد معهم، وأحيانا تغلب العاطفة، وفي بعض الأحيان المصالح المتنوعة، وقليلا ما تكون الواقعية في الاختيار هي الغالبة على التعاقد.أسس التعاقدمن المفترض قبل أي تعاقد، أن تكون وفق الحاجة الفعلية للاعب، وبأي المراكز يلعب، ومدى جاهزيته البدنية والفنية، ويخضع لاختبار طبي دقيق في مركز متخصص، وأن يكون هناك رأي صريح مكتوب في هذا التعاقد للجهاز الفني، حتى لا يأتي مدرب من بعده يستنكر هذا التعاقد، كون أنديتنا تقوم بتغيير المدربين في الموسم عدة مرات، وأول تصريح يدلي به، أن اختيارات اللاعبين أثناء التعاقد كانت خاطئة.موضة جديدةيقوم بعض اللاعبين «بالتربيط» مع أكثر من نادي، ومن يدفع أكثر، يلتزم معه، وقد تابعنا أكثر من حالة في هذا الموسم، وقد أصدر اتحاد اللعبة بلاغا ألغى به كل التعاقدات السابقة، وحدد موعدا جديدا لبدء التعاقد الرسمي والمعترف به، فظهرت هذه الحالات، التي لا تنم عن حالة صحية ومعرفية لدى الأندية ولا اللاعبين، ومن المفترض بالنادي المتعاقد أن يطلب من اللاعب براءة ذمة، وكذلك تعهدا خطيا، ويضع شرطا جزائيا، في حال الإخلال بالشروط التعاقدية أو كان موقعا لأكثر من نادي، ومن المفترض أيضا أن يكون لدى اتحاد اللعبة سجل بتحركات اللاعبين التعاقدية كونه المسؤول عنهم.عقود الوهمفي السابق كانت سقوف التعاقد مع اللاعبين محددة بمبالغ معينة، وهذا ما يدفع الأندية واللاعبين للتحايل في العقود المبرمة، إذ يكون مبلغ التعاقد المدون في العقد الموقّع ضئيلا جدا، وضمن السقف المحدد، بينما هناك عقد آخر سري بالمبلغ الحقيقي الأكبر، وهذا ما يفوت على خزينة اتحاد اللعبة النسبة المحددة له من العقد، وكان الجميع يعرف بهذا الموضوع، وأشرنا إليه في مقالات سابقة، ولكن أحدا لم يحرك ساكنا، وبالتالي ينتج عنه مشاكل كثيرة إذ يضيع الحق فيما لو حصل مشكلة بين اللاعب والنادي، والأخير لن يعترف إلا  على ما هو مدون رسميا في اتحاد الكرة، وتضيع على اللاعب حقوقه، لأن العقد الرسمي هكذا ينص.للحد من التزويرمع صدور لائحة المسابقات الجديدة تم رفع سقف التعاقدات ووصلت إلى 15 مليون ليرة، وكذلك تم تعيين مشرفا من أعضاء الاتحاد لكل محافظة، من أجل أن يكون حاضرا على توقيع العقود بين اللاعب وناديه، وأن يوقع اللاعب على عقد واضح وصريح، وليس على بياض، أو رقم وهمي، وتم رفع مدة التعاقد إلى عامين على الأقل، وقد خفّض الاتحاد نسبته من العقود إلى 7% فقط.توضيح مسؤولعضو اتحاد كرة القدم رئيس لجنة شؤون اللاعبين وليد عواد أوضح أن مهمة لجنة شؤون اللاعبين، هي الإشراف على عقود اللاعبين قبيل وأثناء توقيعها، وحل أي مشكلة قد تظهر بين اللاعب والنادي، ومنح اللاعبين صورة عن العقد، وهذا مالم يكن يحدث سابقا.. وتابع العواد قائلا، استراتيجية اللجنة هي تطبيق لوائح الاتحاد والبلاغات الصادرة بهذا الخصوص ودراسة الشكاوى بعد اعتمادها من قبل رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم، وتثقيف اللاعب قبل توقيع العقد، وتكثيف الاجتماعات لضرورة العمل قبل بدء الموسم لتلافي أي إشكال قد يحصل.حالات وتعقيبكنت أود من عضو الاتحاد أن يوضح لنا أكثر في هذه المسألة، ويبدو أنه أحب الإيجاز، وفي ذات اليوم حدثت مشكلة مع لاعب وقع عقدا مع نادي الساحل، ثم توجه لنادي جبلة، وبالتالي بدأت مشكلة جديدة تضاف لمشاكل مشابهة أخرى، وأن أسمع رأيه وما حدث وكيف تمت معالجة الحالات السابقة.وبدوري أتمنى أن يوافق اتحاد اللعبة على أن يطلعنا على نسخة عقود اللاعبين، كما حدث في الموسم السابق عندما سمح لنا رئيس الاتحاد آنذاك بالاطلاع على بعض منها، وتمت مقارنتها بالأرقام الحقيقية للتعاقد، وأوضحنا حجم الاختلاف حينها.ثمة تساؤلنحن نعرف أن أي موظف في الدولة يدفع من راتبه الشهري ضريبة دخل للمالية، وأن أي عقد يتم إجراؤه، يدفع عليه المتعاقد رسوم وضرائب ورسم طابع لوزارة المالية أيضا، وقد قرأنا وسمعنا ماذا حل باللاعب ميسي ورونالدو من عقوبات جراء تهربهما من دفع الضرائب لخزينة الدولة.عقود اللاعبين وحتى المدربين الداخلية، ورواتبهم الشهرية، التي تصل لمبالغ كبيرة، هل يتم اقتطاع هذه النسب والضرائب منها؟ وإلى أين تذهب هذه النسب، هل تدخل إلى خزينة وزارة المالية، كما تفعل كل قطاعات الدولة؟!وهل هناك رقابة على عقود لاعبينا الخارجية التي تصل لمئات الملايين أحيانا؟ هل يدفعون منها ضرائب ورسوم عندما يكون التعاقد داخل أراضي الجمهورية العربية السورية؟ وهل يقوم بعضهم بدفع مستحقات ناديه الذي تعلّم فيه، وأصبح نجما من خلاله؟بسام جميدة 
التاريخ - 2018-08-06 3:45 PM المشاهدات 1011

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا