شبكة سورية الحدث


كيف فرط الاتحاد بلقب الدوري وقدمه هدية للجيش

حلب – فارس نجيب آغا فرحة كبيرة لجماهير لاتحاد ولاعبيه لم تدم طويلا اذا سرعان ما انقلبت الصورة تماماً وانتقل لقب الدوري من الاتحاد الذي كان أقرب وعلى بعد خطوة ليحط الرحال عند فريق الجيش ولكل تلك الأحداث أساب لا بد من التوقف عندها ليعلم المتابع ماذا حدث بالضبط وكيف كانت تسير الأمور داخل نادي الاتحاد ، فففي أي مشروع كان حينما تقدم عليه يجب عليك أن تخطط وتعد له بشكل جيد ولا تدع شيء للصدف وتستعين بطاقم عمل خبير يعرف مكامن وثغرات قد تصادفك يستطيع تذليلها ناهيك عن ضرورة وضع استراتيجية يمكن السير عليها وفق برنامج محدد كما يفترض أن تصحح الأخطاء السابقة التي واجهتك وتم الوقوع بها لتفاديها فالأساس يجب أن يكون متين وإلا مهما صمد البناء فمصيره الى الإنهيار وهو ما ينطبق على كرة الاتحاد والشيء الغريب أن ما حدث الموسم الماضي لم يكن كافياً لدى المسؤولين حتى يتجنوا تلك الاخفاقات ويعملوا على تفاديها بل عمدوا السير بنفس النهج الذي خرجوا منه خالي الوفاض ولعله أمر محير جداً ويدعوا للوقوف حيال بطولة كانت في متناول اليد وتم التخلي عنها بالأسبوع ما قبل الأخير ولم يتمكن الاتحاد من التقدم خطوة واحدة ليلامس اللقب الذي غاب عنه ثلاثة عشر عاماً فتعثر أمام الشرطة بتعادل كان كافياً لضياع كل شيء ، المشكلة الكبرى التي لا تخفى على أحد هي إنفراد مشرف اللعبة بكل مقاليد الأمور وتحييد مجلس الإدارة الذي بقي شاهد على العصر و لا يمتلك أي صلاحية ، الأسباب التي أدت لهذه النكسة وللموسم التالي جاءت نتيجة سياسة غير واضحة المعالم وسط ضياع الملامح التي بقيت مجهولة في ظل فوضى اعتيادية نبهنا منها كثيراً لكن العقلية التي تدار بها الأمور بعيدة جداً عن العمل الاحترافي وهو ما أدخل النادي في تقلبات بأوقات حرجة ولوحة رسمت ذات ألوان باهته رغم الخدمات الجليلة التي قدمها بالذات فريقي الحرفيين وتشرين للاتحاد واهدائه اللقب على طبق من ذهب لكنه رفض الهدية وتنازل عنها وأعاد البطولة للجيش الذي تلقفها وضرب في الأسبوع الأخير حطين وحسم الأمر ليخرج الاتحاد من المولد بلا حمص ولتندب الجماهير حظها العاثر وسط خيبة أمل كبيرة وفرحة ضاعت لن تتكرر لسنوات طويلة .سياسة فاشلةأول ما يمكن الحديث عنه حول مسببات فقدان اللقب طبيعة العمل التي خلت من أي تخطيط وجاءت ارتجالية كما درجت العادة الموسم الماضي والعاقل من يتجنب ما وقع به ويستفيد من أخطائه الماضي لكن الصورة أعيدت ذاتها هذا الموسم لذلك كان من الطبيعي أن يخرج الاتحاد صفر اليدين ويكتفي بمركز الوصافة ، مشكلة انتقاء اللاعبين تبدو معضلة كبرى فمشرف الكرة هو الوحيد الذي يقرر من يجلب ومن يستغني عنه دون العودة للمدرب الذي عليه أن يجمع اللاعبين ويحضرهم ولا رأي له بأي لاعب ينتدبه النادي وهو أمر غير وارد حدوثه في معظم الفرق المحترفة لذلك شهدنا هذا العام تعاقدات هدرت حيالها ملايين الليرات ولم تقدم شيء بل كانت عاله على الفريق وأدت لهجيان جماهيري غير مسبوق وسط مطالبة برحيلهم ويبرز في مقدمته المهاجم رأفت مهتدي الذي أثار جدل واسع في الشارع الاتحادي في ظل عقد يحكي عن تجاوزه حاجز العشرة مليون ليرة سورية اضافة للحوافز وهو الذي أثر بشكل سلبي على الفريق لفرضه كلاعب أساسي رغم أنف الجميع وبالنهاية لم يتمكن إلا من تسجيل ثلاثة أهداف فقط مع غياب عن لقاء المحافظة الأخير جراء الهجمة الشرسة التي طالته على المواقع مطالبة برحيله ومعتبرة تلك الجماهير أنه أحد الأسباب الرئيسية في ضياع لقب الدوري ، قضية جلب لاعبين من خارج النادي سياسة انتهجها مشرف اللعبة حين قدومه ومباشرته العمل وهي لم تكن موجودة بتلك الصورة وضخامتها مفضلاً اعارة غالبية لاعبي الاتحاد والاستعانة بلاعبين من الخارج ما أفقد النادي هيبته وأضر بسمعته ونحن هنا لسنا ضد جلب محترفين لكن فرغ الفريق بصورة مريبة ولم يثبت غالبية المستقدمين أفضليتهم وهو شيء أشار له المدرب ماهر البحري الذي فضل الزج بأبناء النادي في الأمتار الأخيرة من عمر الدوري ناهيك أن غالبية العقود تبرم لموسم واحد فقط وهذا خطأ لا يغتفر ولا أحد يعمل بهذه الصيغة لأنه لن يحصد أي فائدة اللهم هدر الأمور دون طائل  .غياب العدالةما بني على باطل فهو باطل وعندما يكون لديك أخطاء كثيرة فمن الطبيعي أن تتفاقم أكثر وهو ما حدث بالضبط مع كرة الاتحاد التي بدأت بتعاقدات غير منطقية فنال بعض أشباه اللاعبون عقود خيالية لا يحلمون بها وظلم بالمقابل لاعبون هم أعلى منهم مستوى ومن هنا بدأ الشرخ الذي شق الفريق لعدة كتل فغابت العدالة و المساواة وسادت المزاجية العمل التي كانت بعيدة عن المنطق وبعيداً عن أعين الإدارة التي لم تكن بالصورة بل هي حالها كحال الجماهير التي تسمع بالتعاقدات والأسماء التي وقعت ولم يصلها الخبر إلا عبر صفحات موقع الفيسبوك وسط تفرد بالقرار وما على المجلس إلا المصادقة في النهاية وهو ما أدى لاستقالة أحد الأعضاء ، وتصوروا أن مهاجم الفريق الذي تم الاعتماد عليه يسجل ثلاثة أهداف على مدار مرحلتي الذهاب والإياب وينال عقد أكبر من أبرز اللاعبين وفي حسبة بسيطة كلف الهدف الواحد ما يقارب خمسة ملايين ليرة سورية ومن هناك نر مدى الفوضى وتغييب المنطق في العمل الذي على جاء مستوى الهواية وبعيداً عن منطق الاحترافية .ضغط و استقالةبعد رزمة التعاقدات وقبل بداية الدوري بأيام قليلة حدثت تطورات غير منطقية حيث تم الاستغناء عن المدرب أنس صاري ونحن على بعد أمتار قلية من الانطلاق و تسريبات تؤكد التفاوض مع المدرب عمار الشمالي وسط صدام كبير بين الجماهير ومشرف الكرة نتيجة رفضهم استقدام أي مدرب من خارج البيت الاتحادي وهو شيء تاريخي لم يتم خرقه منذ تأسيس النادي الذي اعتمد على أبنائه باستثناء المدربين الأجانب ومع حملة الضغط التي انطلقت تم الرضوخ والاستعانة بخدمات مهند البوشي لكن اقالت الصاري بقيت غامضة ودون أي سبب مقنع ، ومع البوشي دخل الفريق معترك البطولة وسار الاتحاد بشكل جيد في رحلة المنافسة مع بعض الشوائب التي لم تطفو على السطح إثر الانتصارات التي كانت تغطي عليها رغم عدم وصول الفريق لمرحلة الكمالية وسط تفاوت بالمستوى في بعض المباريات لكن بالنهاية الفوز هو الأهم حتى جاءت الفرصة المناسبة بعد خسارة الفريق بالأسبوع الثالث عشر مع الجيش في دمشق بهدفين لهدف أتبعه التعادل مع حطين بحلب وهو ما كشف عن النوايا المبطنة نتيجة افتعال مشكلة مع البوشي الذي فضل التقدم باستقالته والرحيل ولم تفلح جميع الاتصالات من ثنيه عن موقفه معتبراً البوشي أن هناك شيء كان يحاك ضده وهو غير قادر على الاستمرار لعدم حل الكثير من المشاكل التي تخص الفريق وقد وصلت الأمور لطريق مسدود .البحري بديلاً للبوشيإدارة الاتحاد اجتمعت بعد استقالة المدرب مهند البوشي وقررت التواصل مع بديل ليستلم منصة الفريق ولم تراعي أن الوقت حساس ويحتاج لمزيد من الصبر ويجب الحفاظ على هيكل الجهاز الفني لأن الدوري لم يحسم بعد وهناك الكثير من المباريات ويجب الجلوس مع البوشي والاستماع له لكن الكلام شيء والواقع شيء آخر فإدارة النادي لم تجتمع طوال الموسم الحالي مع الفريق ولو لمرة واحدة وكانت بعيدة عنه وهو واقع لم يحدث مع جميع الإدارات التي تعاقبت على النادي ناهيك عن بقاء مشرف اللعبة في دمشق وحضوره الى حلب قبل يوم من الاستحقاق وهذا لا يجدي نفعاً لأن مدير الكرة يجب أن يلازم فريقه بشكل متواصل والغياب ولد الفوضى وترك فئة تسير على مزاجها من خلال بعض عمليات التمرد للاعبين المدللين الذين تعالوا كثيراً على النادي ولم تمتلك الادارة الشجاعة الكافية لمعاقبتهم أو الخصم من مستحقاتهم المالية إلا للاعب واحد فقط على حين تم تجاهل البقية لأسباب نخجل من ذكرها ، البحري كان المنقذ ليتم التفاوض معه وجلبه على جناح السرعة وترتيب الأوراق مع بعض الجماهير التي كانت تثير الجدل بغية القبول به وسط مؤتمر صحفي غاب عنه معظم مراسلي الصحف تكريساً للفوضى التي تعم النادي ، البحري سجل نتائج مقبولة وبات الفريق منافس على اللقب نتيجة تعثر الوحدة والجيش وهدرهم النقاط ليتربع الاتحاد على الصدارة لكن المعضلة التي بقية محيرة هو عدم الثبات على تشكيل معين وسط تغييرات ببعض الأسماء في كل مباراة وركن البعض على دكة الاحتياط بعد أن كانوا أساسيين وربما اعتقد البحري أن تلك العملية التي نجحت ضد الوحدة في حلب قد تبقى سارية المفعول مع فجوة حدثت بينه وبين اللاعبين الذين لم يهضموا قرارته في حين تحدث البعض عن تدخلات تفرض عليه لإشراك أسماء معينة مقابل ترك البعض الآخر خارج التشكيل كما كان يحدث مع اللاعب رأفت مهتدي الذي يعتبر صاحب الأفضلية في كل شيء .وداع البطولة لعبة الشرطة كانت سكة العبور نحو الفوز بالبطولة لكن للأسف الكل توج الفريق على الورق بعد التغلب على الطليعة وكأن الدوري انتهى وهو ما كان له الأثر السلبي نتيجة المبالغة في الاحتفالات التي فاقت الحد المسموح ولم يتفطن أحد الى أن الشرطة لن يكون صيد سهل وسيلعب لصالح جاره الجيش ولن يتساهل مع الاتحاد ، فغاب التحضير النفسي والذهني مع موجة الاحتفالات التي أدخلت الفريق بغرفة الإنعاش ولم يقدم الفريق صورة البطل الذي يرغب بالتتويج وأدى مباراة عادية إفتقد حيالها للكثير من الإنسجام وترابط الخطوط وسط إستغراب كافة المتابعين من التشكيلة التي دخل بها البحري المباراة خاصة مشاركة رأفت مهتدي الغائب لثالثة أسابيع متتالية عن الفريق والإبقاء على عبد الله نجار على دكة الاحتياط وكذلك عدم الاستعانة بخدمات ملهم البابولي لمنتصف الشوط الثاني مع غياب صانع ألعاب حقيقي يقود الفريق ويعطي حلول فردية وجماعية وهو شيء غاب عن ذهن المدرب وتبين أن اللعبة خرجت من يده وبات خارج التغطية ، بالجهة المقابلة سجل الجيش فوزه على الكرامة وانتظر صافرة النهاية بدمشق التي صدمت الاتحاد وجماهيره المنتقلة بأعداد كبيرة للعاصمة وكانت تخطط للعودة محملة بتاج البطولة لكن عدم التمكن من هزم الشرطة وتوتر الأجواء في المباراة كلما تقدم الوقت ترك الاتحاد تحت الضغط وفشل جميع لاعبيه في كسر شوكة الشرطة بهدف الفوز لتكون صافرة النهاية أليمة جداً وليطبق الصمت على الملعب وسط حزن كبير للجماهير التي ذرفت دموع وداع البطولة لأنهم يعلمون أن الجيش أحكم قبضته المتينة عليها وستكون مباراته مع حطين مهرجان وهي بحكم المنهية .نقاط مهمة اذاً حتى نغلق ملف فقدان البطولة وماهي أسبابها الرئيسية بعد شرح مستفيض لابد لنا من تحديد نقاط أساسية اجتمع عليها غالبية الخبرات والجماهير والتي وصلت نسبتها 90% من خلال متابعتنا لصفحات الجماهير الاتحادية على الشبكة العنكبوتية والحوارات التي دارت مع الخبرات والتي جاءت على النحو التالي :تفرد مشرف أو مدير الفريق بكل مفاصل اللعبة ودون الاستعانة بأحد والعمل وفق عقليته الخاصة التي ثبتت فشلها للموسم الثاني على التوالي ، التعاقدات التي شابها الكثير من العلاقات الشخصية دون النظر لمصلحة النادي من حيث المنفعة الفنية للاعبين المستقدمين ، تغيير المدرب بمرحلة حرجة من عمر البطولة وهو شيء لم يكن بمحله ، عدم الثبات على تشكيلة رئيسية وخاصة في المراحل الأخيرة من عمر المسابقة وهو ما أثر سلباً ، الاعتماد على مهاجم واحد في مجمل المباريات لم يكن بقرار صائب لفريق يسعى لنيل البطولة في ظل افتقاد الفريق لقناص ينهي الهجمات بالشكل الأمثل ، الإصرار على مشاركة المهاجم رأفت مهتدي وهو من أضاع الكثير من الأهداف المحققة في جميع المباريات التي خاضها وكان له جانب سلبي بدليل تسجيله ثلاثة أهداف فقط طوال مشوار الدوري وهي نسبة ضعيفة جداً مقارنة مع الفرص التي أهدرها وعدد الدقائق التي منحت له نيابة عن غيره من اللاعبين ، الأموال الكثيرة التي صرفت بغير محلها وتفضيل اللاعبين المقربين على زملائهم الباقين دون النظر للمستوى الفني الذي هو الفيصل بالمشاركة ، والنقطة الأهم غياب التنظيم والعمل بعشوائية وبالتوكل على الله وبحسب الاجتهادات الشخصية دون وجود ألية وبرجمة عمل يرتكز عليها وغياب المحاسبة الفعلية وإحلال الفوضى التي أتت على كل شيء دون استثناء ، عدم المتابعة الإدارية وتفقد حال الفريق بين الحين والأخر والوقف على الجوانب السلبية والإيجابية ومفرزاتها وتقديم تقرير مفصل من قبل الجهاز الفني وهو شيء مهم غاب عن ذهن الإدارة التي لم تطالب بهذا الأمر وبقيت تعمل بمنظور الهواية ولم تصل لمرحلة الاحتراف بمفهومها الذي كان يتوجب منها المتابعة الدقيقة لكل ما يدور لتدارك السلبيات التي واجهت الفريق ، فشل الجهاز الفني بإخراج الفريق من حالة الضغط التي لازمتهم قبل مباراة الشرطة المصيرية وتوعيتهم وتراخي البعض معتبرين أن الدوري حسم ، كل تلك الأمور كانت لها الأثر في خروج الاتحاد من الدوري بمركز الوصافة فقط وضياع حلم ربما يطول تحقيقه لسنوات أخرى ليست بالقريبة
التاريخ - 2018-05-23 6:00 PM المشاهدات 1227

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا