أبو محمد الجولاني يتوجه الى حلب لقيادة المعركة بعد تناثر قتلاه وتدمير آلياته حسين مرتضى السابع من شهر كانون الثاني عام الفين وخمسة عشر، يوم لن ينساه المسلحون ولا الدول الداعمة لهم، حين كُسر أعنف هجوم يشن على بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي. هجوم بدأ من عدة محاور في محاولة من المسلحين لتشتيت القوة المدافعة واحتلال المدينتين المحاصرتين منذ بداية الحرب على سوريا.. المهاجمون اعتمدوا على غزارة نيران غير مسبوقة إضافة إلى زج سلاح الدبابات في المعركة لكن النتيجة لم تطابق حسابات المخططين والمنفذين إذ تمكنت اللجان الشعبية المدافعة عن المدينتين من تكبيد المسلحين عشرات القتلى والجرحى، من بينهم "أبو قدامة الأردنيّ" احد قادة الهجوم وكان يشغل منصب قائد "جيش النصرة" الذي يعد بمثابة القوة المركزية التي تعتمد عليها النصرة في معاركها، واستطاعت تدمير آليتي bmp ودبابة وأسر العديد من المسلحين واغتنام دبابتين لجبهة النصرة. الصمود الاسطوري للجان الشعبية والاهالي كسر الذراع الأميركية التركية الخليجية في شمال حلب، وأصاب جبهة النصرة بنكسة في الصميم إذ تقول المعلومات ان ابو محمد الجولاني اضطر أن يتعهد من خلال رسائل شفهية وصلت عبر وسطاء لمشغليه بأنه سيقود الهجوم القادم على البلدتين، وتؤكد المعلومات انه سيصل الى حلب خلال ساعات، بعد ان طالب الاتراك بفتح مخازن الاسلحة له، لتعويض ما خسره من آليات في الهجوم الفاشل، ورجحت المصادر تزويده بـ9 دبابات من الجيش التركي.
دبابات الجماعات الارهابية في بلدتي نبل والزهراء تحترق
المصادر الخاصة أشارت الى ان الاتراك وافقوا على تزويد جبهة النصرة واخواتها، بآليات عسكرية ثقيلة، بدلاً عن التي فقدوها في الهجوم الاخير، في حين توقعت المصادر ان تقوم جبهة النصرة باستخدام غاز الكلور السام ضد اللجان الشعبية المدافعة عن البلدتين والاهالي، بعد اخذ الضوء الاخضر من مشغليها وخصوصا الاتراك والخليجيين.
وتشير المصادر إلى أن ابو محمد الجولاني قام بالتواصل مع جميع قادته، في مناطق مختلفة من ادلب وريف اللاذقية وريف حماة وريف السلمية، وامرهم بإمداده بالعناصر والذخيرة والسلاح، في محاولة منه لجمع اكبر قدر من المقاتلين. الخديعة الكبرى التي مارستها جبهة النصرة على المخابرات التركية والامريكية، كشفت أن جرع الاوكسجين التي تضخها تلك المخابرات، في جسد المجموعات المتآكلة في ريف حلب، وتحاول من خلالها انعاش فكرة تحقيق أي انجازات على الارض قبل الشروع بالحل السياسي، باءت بالفشل، ما سيدفع تلك المجموعات الممولة من السعودية وقطر وبدعم عسكري واستخباراتي تركي، الى محاولة وقف زحف الجيش السوري في محاور ريف حلب الشمالي، وتؤكد المصادر أن مجموعات جديدة ستدخل على خط المعارك في محيط نبل الزهراء، هذه المجموعات جرى تسليحها امريكياً وجرى تدريبها في تركيا.
أسير من المسلحين بأيدي لجان الشعبية المدافعة عن نبل والزهراء كان مختبئاً تحت إحدى الدبابات
وأضافت المصادر أن من هذه المجموعات ما يسمى بحركة حزم، التي تقود ما يعرف بلواءي شهداء بدر والسلطان مراد والمدعومة من الاستخبارات التركية والأميركية، ودفعها للسيطرة على التلال الحاكمة لمنطقتي نبل والزهراء ومن ثم يتم تدخل جبهة النصرة من خلال المقاتلين القادمين من مختلف الارياف المشتعلة. وحول التخطيط للهجوم، قالت المصادر إن المشغل التركي، بعد مقتل ابو خطاب الاوزبكي القائد في جبهة النصرة في الهجوم السابق على البلدتين، استقدم عددا من المقاتلين الشيشان والاوزبك. وتشير المعلومات الى ان المقاتلين الاجانب، سوف يلتحقون بمقاتلي النصرة عبر منطقة جبل الاكراد في ريف ادلب، تلك المنطقة التي تعتبر من مناطق تهريب المسلحين الى الداخل السوري، كونها منطقة جبلية، إلا ان وحدات الرصد في الجيش السوري استطاعت اكتشاف محاولات التسلل وقامت بمهاجمتها في اكثر من توقيت.
على الصعيد الميداني، ترى مصادر من داخل البلدتين أن الاستعدادات التي تجريها اللجان الشعبية بالاضافة الى التنسيق العالي مع الجيش السوري، وبالذات على المحاور المتوقع منها الهجوم، ستشتت تركيز هذه المجموعات المهاجمة بالذات بعد تقوية محور ماير الطامورة والذي تعتبره المجموعات المسلحة الخاصرة الرخوة للبلدتين، وتحضير مفاجآت للمجموعات المهاجمة لتجعل من كل خططهم في مهب الريح.
الحدث - العهد
التاريخ - 2015-01-10 6:48 PM المشاهدات 796
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا