سورية الحدث السويداء- معين حمد العماطوري في الذكرى السنوية لرحيل القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، كتب المؤرخ والباحث الدكتور فندي ابو فخر عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق فرع السويداء، على صفحته إضاءة، في ذكرى الغائب الحاضر، موجهاً تحية له في ذكراه مع تموج الشمس التي بددت الاستعمار الحديث يقول الدكتور فندي ابو فخر: تحية إلى ذكرى سلطان الأطرش الشمس المتوهجة التي بددت ظلام الاحتلال التركي والاستعمار الفرنسي .ولي وطن آليت ألا ابيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا أدرك سلطان الأطرش حقيقة سقوط الوجود العربي الاجتماعي التقليدي وتهاوي الشرائح التقليدية التي احتضنت الإدارة العثمانية المتهالكة، كما أدرك أن ذلك الوجود سقط سياسيا واجتماعيا إلا أنه استمر رغم هشاشته بقوة سيف الترك والفرنسيين .وهكذا انتقل من حالة وعي الواقع إلى مرحلة رفض هذا الواقع ومن ثم إلى البدء بالمواجهة التاريخية الحاسمة على صعيدين اثنين :1_الكفاح الوطني والقومي ضد الأتراك والعمل على تحرير البلاد من حكمهم، والاستمرار في رفع راية الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي وسياسته المدمرة .2- العمل على تخليص البلاد والمجتمع معا من القوى التقليدية المتصالحة مع الترك والفرنسيين، والتأسيس لقيادة تتطلع لتحرير البلاد وبناء مجتمع حديث ودولة تستند إلى دستور عصري ومؤسسات حديثة تتلاقى مع روح العصر وتحقق أماني الشعب .ولعل خوضه المعارك ضد حملة سامي باشا على الجبل والكرك ومن ثم حمله راية الثورة العربية الكبرى ترجمة صادقة لفكره الوطني الذي آمن به .وقد لا يعلم الكثيرون أنه جمع في عرينه في القريا ثلة من أحرار بلاد الشام، ورفع بحضورهم العلم العربي فوق داره، وأعلن القريا منطقة محررة من الترك في ربيع سنة 1917، قبل تحرير دمشق بعام ونصف العام .ولأن تاريخ الثورة السورية الكبرى بات معروفا إلى حد كبير، فإنني سأكتفي ببعض الإضاءات على مواقفه التاريخية الخالدة .1-عندما طلب من الأمير فيصل أن ينتقل إلى الجبل لجعله مقرا لمقاومة الإستعمار الفرنسي، لم يكن يقصد الشروع بالمقاومة فقط، بل الإبقاء على العلم العربي الذي حمله من القريا إلى دمشق ورفعه فوق مبنى البلدية في المرجة بتاريخ 30-9-1918، وبقاء الدولة العربية التي أعلن عن قيامها بعد طرد الأتراك .2- كان عزوفه عن تسلم اي موقع إداري يعني أن الثائر الحقيقي يعطي ولا يأخذ .3-عندما حاصر الثوار الجنود والضباط الفرنسيين في القلعة رفض قطع المياه عنها لوجود النساء والأطفال بين الجنود المحاصرين .3-عندما وجه الطاغية أديب الشيشكلي الجيش السوري للقبض على القائد العام للثورة السورية الكبرى خدمة لقوى الغرب الغاشمة، رفض توجيه السلاح إلى الجنود والضباط لأنهم من أبناء الشعب السوري المجيد الرافض لحكم الشيشكلي .إن مآثر القائد العام الذي منحه الشعب السوري له تحتاج إلى بحث وتأريخ على صفحات كتاب ولا يمكن اختزالها في صفحات قليلة.المجد والخلود لروحك السلطان بحق والمتوج من قبل الشعب السوري العظيم في ذكرى انتقال روحك إلى أعالي السماء.
التاريخ - 2018-03-26 1:58 PM المشاهدات 2673
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا