شبكة سورية الحدث


الوزير الزعبي : السيادة الوطنية والإرادة الشعبية ليست مادة للحوار

أكّد وزير الإعلام عمران الزعبي أن موافقة سورية على الدعوة الروسية للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو بهدف التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي تأتي انسجاماً مع جوهر الخطاب السياسي الوطني السوري منذ بدء الأزمة في سورية والقائم على أن المسار السياسي ولا أحد غيره هو الكفيل بالوصول إلى نتائج سياسية وطنية ترضي الشعب السوري وتمثل طموحاته. وقال الزعبي في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري مساء أمس : الدعوة الروسية واضحة وصريحة فهي تدعو إلى لقاء له صفة التشاور والتمهيد لخطوات لاحقة قد يكون بينها مؤتمر حوار سوري-سوري، كما أنها تأتي من دون شروط مسبقة وتعكس حرص روسيا كدولة على حلّ الأزمة في سورية. وأوضح الزعبي أن السيادة الوطنية والإرادة الشعبية ليست مادة للحوار وأن تفاصيل اللقاء تعلن عنها الجهة التي توجه الدعوة، مشيراً إلى أن التنسيق بين وزارتي الخارجية في سورية وروسيا عالي المستوى ومستمر ولا ينقطع ويبحث في العناوين والتفاصيل. وبيّن الزعبي أن تنظيم «الإخوان المسلمين» يقوم في جوهره ونشأته على العنف ولا يؤمن بالحلّ السياسي كما كان عبر تاريخه ولذلك من الطبيعي أن يكون ضد أي حوار أو مبادرة أو مصالحة. وأضاف وزير الاعلام: حديث بعض المعارضين الذين يُبدّلون ولاءاتهم بين العواصم الخارجية حسب الظروف والمعطيات بلغة التكهّن حول أي مبادرة أو لقاء أو وساطة والتوقع بأنها فاشلة يدل على أحد أمرين: إما أنهم يريدون فعلاً إفشال أي مبادرة وإما أنهم لا يفقهون العمل السياسي وهذه إحدى المصائب التي أصابت سورية فهنالك أناس تنطحوا للعمل السياسي وهم لا يتمتعون بأي جدارة أو مقدرة لممارسته وليس لديهم أي حس وطني. وذكر الزعبي بأن هيئة التنسيق أطلقت مواقف في مرحلة مبكرة من العدوان على سورية حاولت فيها تبرير سلوك ما سمي آنذاك «الجيش الحر» وبأن شخصيات لامت الولايات المتحدة على إدراج «جبهة النصرة» على قائمة الإرهاب، معتبراً أن ذلك يعود إلى قلة التجربة السياسية والارتباط بجهات خارجية. واستغرب وزير الإعلام ما قاله المنسق العام لهيئة التنسيق لصحيفة «الحياة السعودية» من «أن السوريين والقوى الإقليمية تقرر مستقبل النظام والأسد»، وقال: عندما قرأت الجملة لم أصدق أن أحداً يمكن أن يقتنع بأن السعودية أو قطر أو «إسرائيل» أو تركيا كقوى إقليمية تحدد مصير سورية ومصير النظام ومصير الرئيس الأسد، مشيراً إلى أن هذا الكلام لا يقال حتى من باب الحنكة السياسية أو الذكاء السياسي ولا يمكن تفسيره أو صرفه في العمل السياسي الوطني. وأضاف الزعبي: عندما نقرر الذهاب إلى موسكو لحضور اللقاء التشاوري ننطلق أولاً من مصلحة الدولة الوطنية السورية التي تبرر وتجيز للحكومة والقيادة أن تفعل أقصى ما يمكن فعله من أجلها حتى لو ذهبنا إلى أقاصي الأرض، كما أننا نحاول دائماً أن نعلو على الجراح والأحزان ونسمو فوق الكلام المقيت الذي لا يقال من أجل مصلحة سورية. وشدد الزعبي على أن المستهدف من العدوان الإرهابي على سورية هو الدولة الوطنية السورية كما كانت تقول الحكومة منذ اللحظة الأولى وكما بات الجميع اليوم يدركه ويلمسه انطلاقاً من قيامه بإعادة القراءة وتقديم مقاربات مختلفة.  وأوضح وزير الإعلام أن الطرائق المعتمدة حتى هذه اللحظة في محاربة الإرهاب غير جدية وغير فعالة وغير كافية لأن هناك من يريد أن يظهر نفسه بمظهر محارب الإرهاب إعلامياً وسياسياً بينما هو يقف في الموقع النقيض ويساند ويُمول هذا الإرهاب. وقال الزعبي: لا يكفي أن تقول السعودية في بياناتها واجتماعاتها أنها ضد الإرهاب وتحاربه في الوقت الذي تقوم فيه جهات أخرى داخل بنية الدولة السعودية بدعم هذا الإرهاب وتمويله وتسليحه وكذلك الأمر في قطر وتركيا و«إسرائيل» من حيث ممارسة الأسلوب نفسه، مشيراً إلى أن سياسات آل سعود عبر تاريخها تفتقد العقلانية السياسية ولم تكن حريصة على مصالح شعبها ولا على مصالح الأمة أو دول الجوار. وأضاف الزعبي: مصر دولة مؤثرة في العالم العربي وعندما تكون سورية ومصر في أفضل العلاقات بينهما تكون الأمة العربية بخير والعكس صحيح ونحن كنا تاريخياً حريصين على مصر ونتمنى أن تلعب دوراً بارزاً في كل قضايا الأمة ولكن حتى يكون لها دور في معالجة الأزمة في سورية يجب أن تكون لها علاقات كاملة وتامة ومميزة مع الدولة السورية وليس فقط مع مجموعات محددة من «المعارضة» أما العلاقات القنصلية فهي غير معبرة عن تاريخ البلدين المشرف.
التاريخ - 2015-01-02 11:43 AM المشاهدات 805

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا