شبكة سورية الحدث


ملاعبنا تستعيد أجواء الشغب ...قوطرش: لاتدعونا نترك الرياضة بسبب تصرفاتكم «الرعناء»

سورية الحدث بعد ست سنوات عجاف، ابتعدت خلالها جماهيرنا الكروية عن مدرجات الملاعب، بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد، بدأت العافية تدب في ملاعبنا رويداً رويداً، وعادت البهجة والفرحة بعودة هذه الجماهير التي شكلت كرنفالاً ممتعاً في عدد من المحافظات، ورصدت مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية هذه العودة الجماهيرية التي شكلت حالة انضباطية متميزة، وكذلك حالة اجتماعية، في ظل حرب هوجاء كادت أن تأتي على الأخضر واليابس، وما الحالة الجماهيرية التي شكلها المنتخب الوطني الذي تأهل للملحق المونديالي ووقوف الجماهير خلفه من مختلف المشارب والانتماءات والميول، لهو دليل على ما أقول.هذا الموسم الذي مضت منه سبع مراحل، شهدنا خلالها حالات من الشغب كان أكثرها صخباً ما جرى في مباراة الوحدة مع الاتحاد في الأسبوع الثامن، شغب أعادنا إلى سنوات مضت، كان يحدث مثلها الكثير، والسبب الشد الجماهيري المسبق، وغالبها بسبب قرارات التحكيم، التي يشعر كل طرف أنه مظلوم بسببها، ويحرك الجماهير بعض اللاعبين الموتورين بإشارات خارجة عن الأدب، أو بالتلفظ بألفاظ نابية، أو من مشجع متهور، ما يشعل المدرجات، ويدفع النادي الثمن غالياً، ومعه كثير من جماهيره المحبة، وما حدث في هذه المباراة، لا نريد أن ننسبه لطرف من دون الآخر، وثلة من جماهير الفريقين خرجت عن النص، وكان لعدد من اللاعبين دور بحركاتهم الاستفزازية، فحصل ما حصل، وتضررت كراسي المدرجات، واشتبك بعض المشجعين مع بعضهم، وفي النهاية تم فض النزاع.شرارة الفيسبوكما حدث ليس وليد ساعته في الملعب، بل سبقه بأيام، حملات شحن غير مبررة بين جماهير الفريقين التي احتقنت بما فيه الكفاية، وانفجرت في الملعب، وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث بين جمهور الفريقين، بل تكررت من قبل.هذه الشرارة كان من المفترض أن يتنبه لها المعنيون في اتحاد اللعبة، وفي إدارتي الناديين اللذين لديهما روابط مشجعين، ومن المفترض أنهما "تمونا" على عدد لابأس به من الجماهير، لكي توقف هذا الشحن الزائد، الذي وصل إلى حد السب بالألفاظ النابية، ولكن بعض العقلاء لم يستطيعوا وقف المهزلة، ولم تقم إدارة وروابط المشجعين في الناديين بواجبيهما إلّا بعد فوات الأوان، واستطاعا أن يستوعبا المشكلة.حوادث سابقةلم تكن ملاعبنا بعيدة كل البعد عن الشغب في سنوات ما قبل الأزمة، بل كانت هناك حالات شغب تحتاج لصفحات كثيرة، كان الحكام واللاعبون سبباً في بعضها، ولأن الجماهير تسافر وراء فريقها فغالباً ما يحدث تجاذب، وتبادل الألفاظ النابية أثناء التشجيع، وكانت العقوبات تصل إلى حد هبوط الفريق للدرجة الأدنى، وأحياناً إلى إيقاف اللاعب المسبب مدى الحياة عن اللعب، وتغريم الأندية بقيمة الأضرار، وفي بعض الملاعب تكون هناك إصابات، وكثيراً ما يكون الحكم تحت وقع طيش المتعصبين برميه بالحجارة، ومحاصرة الملعب.لكل فعل ردة فعلرئيس نادي الوحدة أحمد قوطرش تحدث حول موضوع الشغب في الملاعب بشكل عام بقوله: كرياضيين وقياديين نرفض كل أنواع الشغب رفضاً قاطعاً، لأنه يفسد متعة الرياضة التي نذرنا حياتنا لها، وكرئيس أحد اكبر الأندية في سورية أدين أي شغب في أي ملعب.وأردف قوطرش قائلاً: إن كنت تتحدث عما حصل في مباراتنا السابقة مع الاتحاد، فأحب أن أنوه إلى أنه في كل ناد عدد من المتعصبين، فما بالك بناديين كبيرين كالاتحاد والوحدة، والتنافس على المدرجات لا يقل شأناً عن التنافس في الملعب، وعندما يلجأ اللاعب للخشونة المتعمدة أو يخرج عن النص فأنه ينقل هذه الحالة للمدرجات، وهذا غير مقبول.. وعلى الجمهور ألّا يقوم بالشحن الزائد الذي من الممكن أن يؤدي لاحتقان ما، ويطلق شرارة الشغب، وبالمحصلة من يريد أن يلقي اللوم على جماهيرنا لأنها رفعت لافتة بتلك المباراة ليبرر الشغب، أقول لهم في حمص وضمن مباريات كأس الجمهورية تم رفع لافتة مسيئة جداً لنادينا، واستوعبنا الأمر حتى لا تحدث أي مشكلة وتجاوزناها، ويجب أن يدرك الجميع أن لكل فعل ردة فعل، ولا أبرئ أحداً على حساب أحد، بل يجب أن ننظر بوعي وعيون مفتوحة على جوانب المشكلة وآثارها ليتم تفاديها ولا تسبب أزمة نحن في غنى عنها.وتابع قوطرش قائلاً: صدقني كدت أبتعد عقب المباراة عن الرياضة بسبب ما وصلني من شتائم، ونحن نعمل في الرياضة من أجل المتعة وإذا كان هناك من يريد إفساد الرياضة بطريقة ما، فيجب أن يعمل الجميع لإبعاده عن هذا الجو.. مشواري الرياضي الطويل استوعبت خلاله الكثير لكي نستمر بالرياضة الحقيقية، وعلينا دور قيادي يجب أن نؤديه لكي تكون الرياضة وسيلة لنشر المحبة والسلام وليس للتنافر، الرياضة فوز وخسارة، وثمة رسالة للمتعصبين، لا تدعونا نترك الرياضة بسبب تصرفاتكم الرعناء، ولنجعل من ملاعبنا ملاذاً آمناً للجميع.عواقب الشغبعقب حادثة الشغب بين الوحدة والاتحاد، أصدر اتحاد اللعبة قرارات عاقب بها الفريقين بإقامة مباراتين لكل منهما من دون جمهور، وإيقاف عدد من اللاعبين عن اللعب لمدد متفاوتة وتغريمهم بمبلغ 50 ألف ليرة لكل لاعب بينما وصلت غرامة لاعب الوحدة طه موسى لمبلغ 100 ألف ليرة استناداً للمادة /9/ الفقرة /4/ من لائحة الإجراءات التأديبية، وتغريم كل من ناديي الاتحاد والوحدة بقيمة الأضرار المادية، ولم تصدر اللجنة المكلفة بدراسة هذه القيمة قرارها بعد، وتم تغريم نادي الوحدة بمبلغ ألف ليرة لقيام جمهوره برفع لافتة تسيء للأخلاق الرياضية.وطالب الاتحاد، أندية وجماهير اللعبة، بالالتزام بالأخلاق الرياضية، والانتماء للوطن، وعدم الانسياق وراء محاولات الإساءة لـ"الوحدة الوطنية".كما تقرر منع رفع أي عبارات أو شعارات باللغة الأجنبية، والالتزام باللافتات التي تعزز الأخلاق، والروح الرياضية والانتماء الوطني. وتابع: وفي حال وجدت مثل هذه الشعارات، سيتم إيقاف المباراة، واتخاذ العقوبات المناسبة بحق المخالف. وحمل الاتحاد إدارات الأندية، مسؤولية الإشراف والمتابعة لروابط المشجعين، الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، للإساءة والتحريض ضد الفرق المنافسة، وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة مع هؤلاء، عن طريق النيابة العامة والقيادة الرياضية. كما قامت إدارة الوحدة بحل رابطة المشجعين وإعادة تشكيلها من جديد.الأيام - بسام جميدة
التاريخ - 2017-12-25 11:44 PM المشاهدات 1104

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا