تفاصيل توقيف الأمراء.. أُحضِروا بالباصات إلى 'الريتز'

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية تفاصيل جديدة عن عملية التوقيف التي قادتها لجنة مكافحة الفساد المشكّلة مساء السبت برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي أفضت إلى وضع 30 شخصية سعودية بارزة، بينها 10 أمراء وعشرات الوزراء السابقين و4 وزراء حاليين، في فندق الريتز-كارلتون في الرياض.ولفتت الصحيفة إلى أنّه تم إيقاظ النزلاء في فندق الريتز- كارلتون الرياض بطريقة فظة يوم السبت، إذ طُلب من رجال الأعمال والمستشارين ومن الذين كانوا يتناولون طعام العشاء والزوّار التجمّع في ردهة الفندق مع أمتعتهم من دون إطلاعهم على السبب.وفيما اتجه نزلاء الفندق إلى الباصات لنقلهم إلى فنادق أخرى في الرياض، انشغل مسؤولون كبار بوضع خطط للنزلاء الجدد الثلاثين، على حدّ ما أوردت الصحيفة.وأضافت الصحيفة أنّ الباصات التي كانت تقلّ الأمراء ورجال الأعمال الكبار وغيرهم من الشخصيات البارزة برفقة الحراس الشخصيين والأشخاص الذين تولّوا عملية التوقيف بدأت تتوافد إلى الفندق الفخم ابتداءً من منتصف ليل السبت-الأحد، مشيرةً إلى أنّ أكثر من 30 شخصية سعودية من بين الأرفع في المملكة وصلت إلى الفندق بحلول بزوغ فجر يوم الأحد.في هذا السياق، رأت الصحيفة أنّ وصول هذه الشخصيات إلى الفندق دلّ على بداية مرحلة استثنائية في السعودية؛ مرحلة انكشفت خلالها نخبة المملكة للعامّة بشكل نادر وذلك من دون أن تتجرّد من الامتيازات التي تتمتع بها بصرف النظر عن الاتهامات الخطيرة الموجهة إليها.من جهته، علّق مسؤول سعودي رفيع المستوى قائلاً: "لم يكن (الأمير محمد بن سلمان) ليقدم على سجنهم.. وهو يدرك ذلك، لذا كان هذا الحل الأكثر احتراماً الذي استطاع التوصل إليه".في المقابل، ألمح عبد الخالق عبد الله، وهو بروفيسور درّس مادة العلوم السياسية في جامعة الإمارات قبل التقاعد، إلى أنّ الأواصر التي ربطت القبائل والعشائر السعودية تقليدياً لم تعد قوية كما كانت، متحدّثاً عن وجود استعداد ثقافي في السعودية للتعامل مع الجميع بشكل مستاوٍ.بدوره، قال بشار حيدر، وهو بروفيسور يدرّس مادة الفلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت: "سيتعاطف الذين يريدون فشل الأمير محمد بن سلمان مع الموقوفين"، مستدركاً: "لم يتخطَ بن سلمان أيّ حدود مع الشعب، لكنه فعل هذا مع آل سعود. وعلى الرغم من ذلك، سيستميل مشاعر العائلة واعتدالها كي لا ينفّر أحداً".