تأهّبت 150 فتاة سعودية مع غروب شمس ثاني أيام التشريق لحزم حقائبهن من 10 مواقع بالحرم المكي، تواجدن بها منذ أسبوع لتقديم الرعاية الإسعافية والتوعوية للحجاج.الفتيات اللّواتي يرتدين السترات البرتقالية فزن بشرف التطوّع من بين 500 متقدّمة من مختلف مناطق المملكة تنافسن في ما بينهن على المشاركة في هذا الموسم من الحجّ، وهنّ باختصار آثرن خدمة ضيوف الرحمن على التمتّع بإجازة العيد مع أسرهن.كلّ فتاة اليوم تحزم حقيبتها وتخبّئ دمعتها تحاصرها مشاعر حائرة بين البهجة لخدمتها ضيوف البيت العتيق، وبين شعور الفقد لفراق المكان الذي زاد ارتباطهنّ الوجداني به طوال الأيام الماضية.مشاعل الشمراني المتحدّثة الإعلامية بفريق التطوع النسائي بـ"هيئة الهلال الأحمر" في مكة المكرمة أوضحت لـ"العربية" جزءاً من طبيعة الأعمال الميدانية التي ينفذها الفريق قائلة: "عمل فريقنا التطوعي طبّي وإسعافي وتوعوي يتعامل مع مختلف الحالات داخل الحرم، بداية من الإصابات والكسور إن حدثت إلى الحالات التي يمكن مباشرتها بالموقع كالزكام والإنفلونزا والربو، وهبوط الضغط والسكري"، مضيفة: "بالنسبة للحالات الحرجة والتي تتطلب عناية طبية متخصصة فإننا نقوم بتحويلها إلى طوارئ مستشفى أجياد بالتعاون مع الدفاع المدني".وأوضحت الشمراني أنّ كلّ متطوعة تقدّم ما يقارب 10 ساعات عمل يومياً، بحيث يتوزعن في 10 مواقع في المطاف والمسعى بجميع طوابق الحرم.ولفتت إلى نقطة مهمة، ألا وهي أنّ الفريق يضم مجموعة من الفتيات يتقنّ 6 لغات مختلفة بجانب اللغتين العربية والإنكليزية، وهذا الأمر تحصّلن عليه بعد تجربة تراكمية دامت 14 عاماً في العمل التطوعي وهؤلاء الفتيات، والحديث للشمراني، ساهمن في تسهيل مهام الفريق، إضافة إلى أنّ 98% من المتطوعات من التخصّصات الصحية ما بين طبيبات وممرضات وصيدلانيات وطالبات طبّ طوارئ بجميع المراحل الدراسية قدّمن من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى وجود كادر إحصائي ملازم للفريق.وبيّنت الشمراني في سياق حديثها أنّه لا يوجد عمل يخلو من الصعوبات إلا أنّ العمل التطوعي يغرس القيم النبيلة في النفوس ويرسخ مبدأ التعاون ومفاهيم العمل الجماعي، التي حثّ عليها الدين الإسلامي مستشهدة بالآية القرآنية: "وتعاونوا على البرّ والتقوى"، والآية أيضاً: "ومن تطوّع فهو خير".
التاريخ - 2017-09-06 4:44 PM المشاهدات 932
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا