أطّل الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله في كلمة متلفزة معلناً أنّ تاريخ 28 آب 2017 هو التحرير الثاني، إذ "لم يبقَ داعشي أو تكفيري في تلة أو جبل أو على حبة تراب لبنانية". وقال إنّ "يوم 28 آب 2017 هو يوم التحرير الثاني الذي سيسجل يوماً في تاريخ لبنان والمنطقة، سواء اعترفت به الحكومة اللبنانية أو لم تعترف"، مضيفاً: "في 25 أيار 2000 لبنان كله انتصر وكان سعيداً بذلك إلّا من راهن على إسرائيل وجيش لحد، لأنّ خياراته سقطت".وفيما شدّد على أنّ "لبنان اليوم كله انتصر، والأغلبية الساحقة سعيدة إلاّ من راهن على جبهة النصرة وداعش ومن يقف خلف هذه الجماعات من قوى إقليمية ودولية"، أعلن أنّ "الإحتفال بالإنتصار سيكون عصر يوم الخميس المقبل في مدينة بعلبك بجوار مرجة رأس العين".وتوجّه نصرالله "بأحرّ التعازي إلى عوائل العسكريين الشهداء، ونحن ننتظر التأكيد النهائي بملف الجثامين". وكذلك توجّه إلى بقية عوائل شهداء الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة بالتحية.وحول ما أثير بعد خطابه الأخير لناحية أنّ "حزب الله يبتز الحكومة اللبنانية لتتواصل مع الحكومة السورية"، قال نصر الله: "لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً، كما لم ننتظر من أحد شيئاً في ظلّ القتال الدائر. لا يمكن أن يقال عن حزب الله أنّه يبتز في قضية إنسانية، وكل من قال ذلك إمّا جاهل في اللغة العربية وإمّا عديم الأخلاق".سير المفاوضاتوحول سير المفاوضات، قال: "لم نكن لا نحن ولا الجيش في وارد وقف إطلاق النار إلى أن وجد داعش نفسه في المربع الأخير. منذ بداية المعركة كان داعش يريد وقف إطلاق النار وقد استمرت المعركة على الجبهتين، وحين وجد داعش نفسه في المربع الأخير انهار واستسلم". وأوضح أنّه "عندما طرح داعش التفاوض عرضنا شروطنا بكشف مصير العسكريين وتسليمنا أجساد كلّ الشهداء الذين قاتلوا على الجبهة، وإطلاق سراح المطرانين المختطفين والإعلامي سمير كساب". وتابع القول: "جواب داعش كان أن المطرانين المخطوفين والإعلامي سمير كساب ليسوا لديه".وتابع: "في موضوع الأسرى أجاب داعش بأنّ لديه الأسير المقاوم أحمد معتوق و3 أجساد لمقاومين في القلمون"، كاشفاً أنّه "تمّ رفض إطلاق سجناء لداعش من سجن رومية وتجزئة المراحل خلال التفاوض، وأصرينا على كشف مصير الجنود اللبنانيين"، مشيراً إلى أنّ "ما جرى بالمعنى العسكري والسياسي في الجرود هو فعل إستسلام من داعش". وأعلن عن "الإحتفاظ بعنصر داعش الذي استسلم إلى حين كشف مكان جثمان الشهيد عباس مدلج".أسباب إبطاء المعركةوشرح نصرالله أنّ "أحد أسباب إبطاء المعركة في الجرود كان كشف مصير العسكريين"، مضيفاً: "لو ذهبنا إلى خيار الحسم، كان من الممكن أن يُقتل من يعرف مكان الجنود والكثير من المدنيين". وتابع: "الكل متفق على أنّه لو حررنا الأرض اللبنانية والسورية من دون كشف مصير العسكريين، كان النصر ليصبح منقوصاً". وتابع القول: "لمن طالبنا بالحسم العسكري والإنتقام من داعش نقول إنّنا وقفنا عند الإتفاق والتزمنا بالعهود".وأردف: "فتشوا عن من سمح أن يبقى هؤلاء الجنود بأيدي خاطفيهم. حققوا مع أصحاب القرار السياسي الجبان الذي كان يرى هؤلاء المسلحين جزءاً من مشروعه السياسي الكبير"، مشدّداً على "وجوب محاسبة القرار السياسي المتردد والجبان، ومن كان لا يعتبر أنّ النصرة وداعش عدو".وفيما سأل: "من الذي منع الجيش اللبناني في اليوم نفسه من استعادة الجنود وكان قادراً على ذلك منذ اليوم الأوّل"، قال نصرالله: "نحن كنا نثق بالجيش وأنتم كنتم تشتمونه على المنابر، وهو كان يستطيع بكلّ بساطة أن يحاصر ويحرر الجنود ويعتقل مجموعات كبيرة من النصرة وداعش في عرسال ويفاوض على جنوده".الأهداف تحققتوفي حين أعلن أنّ "عدد شهداء حزب الله في المعركة ضدّ داعش وصل إلى 11 بينما سقط للجيش السوري 7 شهداء"، قال إنّ "أهداف العملية أنجزت بالكامل، ونحن أمام نصر ثانٍ، هو تحرير كافة الأراضي اللبنانية وتحرير الأراضي السورية، وهو شرط قطعي ولازم لتأمين الأراضي اللبنانية". وأضاف أنّ "الجيش اللبناني يستطيع اليوم أن يقيم حواجز على الحدود من دون إجراءات إستثنائية لأنّ التهديد الأمني في الطرف الآخر منتفي، وهذا ما نسميه النصر الكبير وجدير بأن نسميه التحرير الثاني، وهذا النصر هو جزء من الإنتصار في المنطقة".وتابع: "نحن أمام تحرير كامل للأراضي اللبنانية وتأمين الحدود مع سوريا بالكامل"، مشيراً إلى أنّ "الهزائم في الموصل والبادية وجنوب الرقّة باتجاه دير الزور وحلب تركت آثاراً معنوية كبيرة جدّاً على عناصر داعش التي كانت تقاتل على الحدود اللبنانية السورية".واذ لفت إلى أنّ "معركة الجرود هي استكمال لمعركة إسقاط المشروع الإسرائيلي"، قال نصرالله: "من يبكي على داعش في سوريا والقلمون والعراق هم الإسرائيليون". وأضاف: "كل يوم يثبت أنّ هذه الجماعات التكفيرية صنعتها الإدارة الأميركية، وما قدمته للكيان الصهيوني لم تحصل عليه إسرائيل من سنوات"، مشيراً إلى أنّ "التكفيريين في الجرود كان يشكلون تهديداً لكلّ الأراضي اللبنانية وليس فقط للمناطق الحدودية".
التاريخ - 2017-08-28 8:11 PM المشاهدات 742
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا