قبل ١٨ عامًا، تُوفى زوجها ماسح الأحذية، تاركًا لها ٤ أبناء بلا عائل، وصندوق الورنيش الذى عمل عليه طويلًا، لتوفير لقيمات يقمن صلب أبنائه -إن وجدها-، وأمام ظروف الحياة الصعبة، لم تجد بدًا من حمل «الصندوق» والنزول به إلى شوارع مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، لتجد ما تنفق من خلاله على «الأبناء الأربعة».هى السيدة «سعدية سعد البكرى»، البالغة من العمر ٦٣ عامًا، تحكى قصتها قائلة: «عندما توفى زوجى لم يترك لى أى نقود، أستطيع الإنفاق بها على أبنائى، لذلك عقدت النية والعزم، وتوكلت على الله، وقررت وراثة مهنته فى مسح الأحذية». اختارت سعدية لنفسها موقعًا مميزًا فى مدينة «دمنهور»، بالقرب من مديرية أمن البحيرة القديمة، وجلست ووضعت الصندوق الخشبى المتواضع أمامها، وبدأ المواطنون والموظفون فى المنطقة يتعرفون عليها، حتى تفوقت على منافسيها من زملاء المهنة.ورغم «المعاكسات» التى تتعرض إليها أى سيدة تنزل للعمل فى الشارع، إلا أنها وكما تقول تأقلمت على هذه الأوضاع، وأصبحت «السيدة الجدعة اللى بتكون وقت الشدة بـ١٠٠ رجل».وتضيف: «عندى ٤ أولاد، كلهم متزوجون، فيماعدا ابنتى الصغيرة، ولا دخل لدى سوى المعاش الشهرى البالغ ٣٠٠ جنيه، يتم خصم ١٥٠ جنيهًا منه لدفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز، وبقيته لا تكفى حتى لشراء الأدوية، خاصة أننى أعانى خشونة فى الركبة».وتشير إلى أنها لم تذهب فى حياتها لأى مسئول تطلب منه المساعدة، رغم أن معظمهم يمر أمامها يوميًا ذهابًا وإيابًا فى الطريق إلى مبنى ديوان المحافظة، لافتة إلى أنه منذ أكثر من ١٠ سنوات شاهدها المهندس أحمد الليثى، محافظ البحيرة آنذاك، فأمر بصرف مساعدة شهرية لها. وعما تحلم به، قالت: «نفسى أقابل الرئيس السيسى.. أدعو له دائمًا، وأطلب منه الثبات والقضاء على جميع الجماعات الإرهابية، والثأر لأبنائنا الشهداء الذين يضحون بأنفسهم من أجل الدفاع عن الوطن، كم أنى أحلم بالسفر لأداء العمرة وأشوف الكعبة».
التاريخ - 2017-08-07 2:23 PM المشاهدات 840
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا